نجح فريق الأهلي المصري في إحراز لقب عصبة الأبطال الإفريقية، أول أمس السبت، عندما تفوق على الترجي التونسي بملعبه وأمام جمهوره بهدفين لواحد، في المباراة النهائية التي جرت بملعب رادس بتونس، علما أن الفريق المصري كان قد تعادل بملعبه بهدف لمثله. وإذا كان الأهلي المصري أثبت علو كعبه بحيازته للقب الإفريقي الأغلى على مستوى الفرق، وضمن بالتالي مشاركته في كأس العالم للأندية التي ستحتضنها اليابان، فإن الترجي أكد بدوره أنه فريق قوي، بوصوله للمرة الثالثة على التوالي لنهائي عصبة الأبطال الإفريقية، وهو الذي كان حاز الموسم الماضي على اللقب عندما تفوق على الوداد الرياضي. وإذا كانت الفرق المصرية تحافظ على حضورها القاري بانتظام، وتتنافس بشكل دائم على الألقاب، حتى أن الترجي التونسي والأهلي المصري أصبحا أيقونتين لكرة القدم الإفريقية، فإن سؤالا عريضا يطرح حول الفرق المغربية وحضورها المتذبذب على الساحة الإفريقية، ولماذا لم تعد تنافس بقوة، مثلما كان عليه الحال في سنوات سابقة. في سنة 1997 دخل الرجاء البيضاوي منافسات عصبة الأبطال الإفريقية بقوة، بل إنه حصل على لقبها الأول في نسختها الجديدة، ثم أضاف لقبا ثانيا بعد سنتين، ولعب في 2002 نهاية ثالثة أمام الزمالك المصري خسرها بشق الأنفس، لكن الرجاء الذي سيحصل في 2005 على لقب كأس الاتحاد الإفريقي، سيغيب عن منافسة عصبة الأبطال، التي لم يعد إلى المشاركة فيها إلا قبل موسمين، لكنه خرج صاغرا وهو يتذيل ترتيب مجموعته التي كانت تضم أيضا كوطون سبور الكامروني والهلال السوداني وإنيمبا النيجيري. أما الوداد الذي شارك لأول مرة في 2006 فلم يتمكن من الوصول إلى دور المجموعتين، وكانت مشاركته الثانية في هذه البطولة الموسم الماضي، عندما بلغ النهائي، بينما لم يظهر حسنية أكادير بوجه جيد، والأمر نفسه ينطبق على أولمبيك خريبكة والجيش الملكي. على مستوى كأس «الكاف» أكد فريقا الفتح والمغرب الفاسي حضورهما في الموسمين الماضيين، وحازا اللقب، بل إن «لماص» أطاح بالترجي في الكأس الممتازة. المثير أنه في الوقت الذي تحضر فيه الفرق التونسية والمصرية بانتظام، وتصل في كل موسم إلى أدوار متقدمة، أقلها الدور نصف النهائي، فإن حضور الفرق المغربية ليس منتظما، إنه أشبح بحضور عابر. لو أن الرجاء «استثمر» حضوره الإفريقي القوي، في عصبة الأبطال، وفعلت بقية الفرق الأمر نفسه، لأمكننا في نهاية كل موسم أن نشاهد فريقا أو فريقين مغربيين يتنافسان على اللقب، لكن للأسف، فالفرق المغربية ظلت تعيش على وقع التطاحنات والخلافات، ويكتفي المسيرون بتدبير الأمور اليومية، بدل تحويل الفريق إلى مؤسسة والتطلع إلى المستقبل، أما الجامعة فإنها لا هي في العير ولا في النفير، بدليل القيمة المالية المخصصة للفائز بلقب البطولة والتي لم تكن تتجاوز الراتب الشهري للمدرب البلجيكي إيريك غيريتس.