يحتفظ السويسري ميشيل ديكاستل الذي كان محظوظا هذه المرة مع الوداد البيضاوي بعد تجربة أولى لم تكن موفقة بهدوء اعصابه وتفاؤله قبل أن يخوض فريقه مباراة الذهاب في نهائي دوري أبطال افريقيا لكرة القدم أمام فريقه السابق الترجي التونسي غدا الأحد. وتولى ديكاستل قيادة الوداد في فترة حساسة عقب خروج الفريق من دوري الأبطال الافريقي بعد الخسارة 2-1 في مجموع مباراتيه أمام مازيمبي انجلبير الكونغولي الفائز باللقب في اخر موسمين قبل ان يقرر الاتحاد الافريقي لكرة القدم اقصاء مازيمبي من البطولة بسبب خطأ اداري. وكان ديكاستل محظوظا حين تمكن سلفه المحلي فخر الدين رجحي من اجتياز الدور التكميلي بنجاح أمام سيمبا التنزاني بثلاثية نظيفة في القاهرة ليبدأ المدرب السويسري عمله مع الفريق المغربي بداية من دور المجموعتين في البطولة القارية. وقال ديكاستل (56 عاما) عن المشوار الشاق في البطولة "بدأ الفريق يدخل تدريجيا في أجواء التنافس القاري رغم صعوبات البداية التي لها أسبابها في ظل تركيزي على بث الروح المعنوية في الفريق الذي ترك بصمته منذ الوهلة الأولى بفرض التعادل 3-3 أمام الأهلي المصري العنيد بملعبه لتتشكل بعد ذلك خارطة الطريق من خلال حصد أكبر عدد ممكن من النقاط في مجموعة صعبة جدا ولعل بلوغ فريقين من نفس المجموعة للنهائي أكبر دليل على ذلك." وبدأ ديكاستل مسيرته كلاعب مع نيوشاتل السويسري ثم انتقل الى ستراسبورج الفرنسي لمدة سنتين قبل ان يعود الى الدوري السويسري مع سيرفيت جنيف الذي قضى فيه فترة التألق لمدة سبع سنوات لينهي مسيرته مع نيوشاتل في 1989. ولعب ديكاستل 241 لقاء في الدوري السويسري سجل خلالها 44 هدفا ومثل المنتخب السويسري في 19 مباراة واتجه بعد اعتزاله الى التدريب وفاز باربعة القاب للدوري السويسري مع أربعة فرق. وأضاف مدرب الوداد "عشنا لحظات عصيبة في ختام مباريات المجموعة الحديدية حيث لعبنا أسوأ لقاء وخسارتنا فيه قربتنا أكثر من الخروج قبل أن تنصفنا نتيجة اللقاء الاخر بالمجموعة في القاهرة بعد مشوار موفق وأداء بطولي للاعبين الذين خالفوا كل التوقعات التي كانت تستبعد الوداد من بلوغ المربع الذهبي ليصلوا باستحقاق للنهائي بدعم خيالي من جماهير متحمسة وعاشقة للفريق." وانتقل ديكاستل في مهمة خارجية نحو الادغال الافريقية حيث اشرف على تدريب اسيك ابيدجان في ساحل العاج لمدة عامين نال خلالهما لقبين للدوري ثم اتجه نحو شمال افريقيا ليتوج مع الترجي بكأس تونس. ولم يكتب لديكاستل احراز الالقاب مع الوداد في تجربته الاولى اذ وصل معه الى نهائي كأس العرش في موسم 2003-2004 قبل أن ترغمه خسارة أمام الغريم الرجاء البيضاوي على العودة من حيث أتى إلى تونس في مغامرة جديدة مع الصفاقسي الذي احرز معه لقب الدوري وكأس تونس ووصل الى نهائي كأس العرب. وقال ديكاستل "نجحنا في ادارة موقعة إياب الدور قبل النهائي أمام انيمبا بشكل جيد بعد أن نضج الفريق وامتلك ما يكفي من التجربة وبعد أن أرحنا عدة لاعبين في لقاءات الدوري المحلي وبعضهم اضطراريا بفعل الاصابة." وتابع "سنخوض ذهاب النهائي بعد أن استفدنا من لقاء دور الثمانية بالمجموعة (أمام الترجي) مع احترام قوة الفريق التونسي لكننا عازمون على تحقيق فوز مهم قبل لقاء العودة." وبعد تجربة قصيرة لم تكتمل بالنجاح في قطر عاد ديكاستل الى تونس للعمل مع الصفاقسي ليحقق له أول لقب افريقي بالفوز بكأس الاتحاد الافريقي في 2007. وعادت الاخفاقات من جديد تلاحق ديكاستل في مصر مع الزمالك ثم الظفرة الاماراتي ومازيمبي الكونجولي حتى استقر به المقام مع الوداد الذي يطمح لقيادته الى أغلى الألقاب ولو على حساب فريقه القديم.