تراجع حجم الاستثمارات الإشهارية بالمغرب إلى غاية متم شهر أكتوبر المنصرم بحوالي 10 في المائة، حسب إحصائيات «تجمع المعلنين المغاربة»، بينما يؤكد مكتب الدراسات «أمبيريوم ميديا» أن النسبة ترتفع إلى 25 في المائة. وسجلت آخر الإحصائيات في هذا المجال أن التلفزيون شهد هذه السنة تناقصا مهما في عدد المعلنين الذين طرقوا بابه، بنسبة فاقت 26 في المائة، مقارنة بسنة 2011. نفس الأمر سجلته الصحافة المكتوبة، التي تراجعت في استقطاب الاستثمارات الإشهارية بحوالي 25 في المائة، وبالنسبة للراديو وصلت النسبة إلى 38 في المائة. وكان أنور صبري، المدير العام لمكتب الدراسات «أمبيريوم ميديا»، قد كشف مؤخرا عن إحصائيات تهم سوق الإشهار بالمغرب خلال السنة الماضية، حيث بلغ مجموع الاستثمارات الإشهارية في الإعلام المغربي بكل أنواعه، المرئي والسمعي والمكتوب، خلال سنة أكثر من 4.6 مليارات (أي 460 مليار سنتيم) درهم كاستثمار خام، واستحوذت شركات الاتصالات المغربية على نسبة 23 في المائة من حصة هذه السوق بمبلغ 1.09 مليار درهم في 2011، واحتلت شركة «اتصالات المغرب» الصدارة بأكثر من 443 مليون درهم استثمرها الفاعل التاريخي للاتصالات لإشهار منتجات شركته بمختلف وسائل الإعلام، ثم جاءت في المرتبة الثانية شركة «ميديتيل» بحوالي 332 مليون درهم، بينما بلغت استثمارات شركة «وانا» 300 مليون درهم. وكشف صبري أن الصحافة المكتوبة هي التي تستقطب أكبر عدد من المعلنين، حيث بلغ عددهم خلال 2011 أكثر من 3800 معلن، بحصة سوق تفوق 90 في المائة، بينما يأتي التلفزيون متأخرا واستقطب أقل من 200 معلن في 2011، في حين استطاعت الإذاعات المغربية أن تقنع 624 معلنا ليقوم بالإشهار بواسطة هذه الوسيلة الإعلامية، وجاءت السينما في آخر الترتيب بحوالي 20 معلنا فقط. وأوضح صبري أن القنوات التلفزية العشر التي يتوفر عليها المغرب، ورغم أنها لا تستقطب سوى عدد قليل من المعلنين، فإنها استحوذت على أكبر حصة من الاستثمارات الإشهارية، التي بلغت في السنة 1.6 مليار درهم بحصة سوق قاربت 35 في المائة، ثم جاءت بعدها اللوحات الإشهارية بحوالي 1.2 مليار درهم، وفي المرتبة الثالثة الصحافة المكتوبة بأكثر من مليار درهم. وبالنسبة للغات المستعملة في الإشهار بالمغرب، أوضحت نفس الإحصائيات بأن اللغة العربية والدارجة المغربية تستحوذ على 66 في المائة من مجموع الإشهارات المقدمة، وبلغ عدد اللوحات الإشهارية التي تؤثث فضاءات المدن والبوادي المغربية حوالي 4500 لوحة، أكثر من 66 في المائة منها توجد بالوسط الحضري. في سياق متصل، أفاد تقرير صدر مؤخرا من طرف «نادي دبي للصحافة» حول «نظرة على الإعلام العربي 2015-2011»، بأن المغرب يعتبر خامس أكبر سوق للإعلان في المنطقة العربية بعد الكويت، حيث يمثل 6 بالمائة من إجمالي الإنفاق في المنطقة، وهناك توقع زيادة مقدارها 5 بالمائة في الإنفاق على الإعلان في عام 2012، واستقر حجم الإنفاق على الإعلان في المغرب عام 2011، عقب انتعاش معدل قارب 7 بالمائة عام 2010. بالمقابل تحدث التقرير عن تراجع سوق الإعلانات في الصحف بالمغرب، التي تمثل 6.4 بالمائة فقط من إجمالي الإنفاق على الإعلان، وانخفض مجموع الإعلان في الصحف بنسبة 10 بالمائة تقريبا في عام 2011، وهناك توقع تسجيل انخفاض أكثر بنسبة 9 بالمائة سنة 2012. ويفسر التقرير ذلك بالعدد المحدود لقراء الصحف، كما سجل ازدياد الإنفاق على الإعلان الرقمي بشكل كبير في المغرب خلال 2011، ويتوقع أن يرتفع بنسبة 76 بالمائة سنة 2012.