وكالات هدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوسيع العملية العسكرية ضد حركة حماس التي تحكم قطاع غزة، حيث قال في خطاب تلفزيوني: «اليوم أرسلنا رسالة واضحة الى حماس والجماعات الارهابية الاخرى». مضيفا بالقول: «إذا برزت الحاجة، فإن قوات الدفاع الاسرائيلية مستعدة لتوسيع العملية. وسنستمر في فعل اي شيء للدفاع عن مواطنينا». تصريحات نتيناهو جاءت إثر مقتل قائد كتائب القسام في غزة أحمد الجعبري في قصف جوي على السيارة التي كان يستقلها، ويأتي ذلك في أعقاب سلسلة من الهجمات الصاروخية من غزة على اسرائيل. حصيلة الهجوم أضافة الى مقتل الجعبري ومسؤول أخر في حماس كان برفقته، قتل سبعة اشخاص آخرين في سلسلة الغارات الجوية التي شنتها اسرائيل على القطاع أول أمس الاربعاء، وبهذا الخصوص قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن عشرة اشخاص بينهم ثلاثة أطفال قتلوا، وأن نحو 40 آخرين أصيبوا بجراح وكان بين القتلى رضيع عمره 11 شهرا وامرأة حامل بتوأمين. مقتل الجعبري بدأت الغارت الجوية بهجوم دقيق على سيارة تقل قائد الجناح العسكري لحماس التي تسيطر على قطاع غزة. وبعد دقائق من مقتل الجعبري هزت انفجارات هائلة غزة حيث شنت القوات الجوية الإسرائيلية هجمات على أهداف منتقاة قبيل الغروب، وارتفعت أعمدة الدخان والغبار فوق المدينة المزدحمة، وأفادت إسرائيل بوقوع أضرار دون أن يصاب أحد بسوء. وأسقط نظام الدفاع الإسرائيلي (القبة الحديدية) عشرة صواريخ في الجو، كما أكد الجيش الاسرائيلي أنه استهدف «عددا كبيرا» من مواقع إطلاق صواريخ حماس طويلة المدى في قطاع غزة، مشيرا الى أن استهداف هذه المواقع هو إضعاف لقدرات حماس على إطلاق الصواريخ. ومباشرة بعد هده العملية أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية في قطاع غزة، حيث أكد أفيخاي أدرعي، الناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي، أن عملية اغتيال أحمد الجعبري، قائد كتائب القسام في غزة، تأتي في بداية عملية إسرائيلية لاستهداف من وصفهم بالإرهابيين في قطاع غزة، وأضاف «إن تصفيته اليوم رسالة لمسؤولي حماس في غزة إنهم إذا واصلوا دعمهم للإرهاب ضد اسرائيل، فإنهم سيتعرضون للأذى. وأكد أفيخاي أدرعي الناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي أن العملية تأتي في بداية عملية إسرائيلية لاستهداف من وصفهم بالإرهابيين في قطاع غزة. إدانة فلسطينية أدانت السلطة الفلسطينية «بشدة» اغتيال الجعبري والتصعيد الاخير على قطاع غزة، حيث قال صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية «إننا ندين بشدة التصعيد الاسرائيلي على قطاع غزة...يبدو أن اسرائيل كان لديها نية مبيتة لعدوان شامل تجاه قطاع غزة، فبالرغم من الجهود المصرية لتحقيق التهدئة، فإن الاجندة الاسرائيلية واضحة باغتيال الجعبري والقصف الواسع على القطاع». وحمّل عريقات الاحتلال مسؤولية ما يحصل في قطاع غزة، قائلا «نخشى ان يأخذ القصف ابعادا اخرى». وقد اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن اغتيال الجعبري هو «إعلان حرب، حيث قالت الحركة في بيان لها إن «استهداف القائد أحمد الجعبري، هو إعلان حربٍ على شعبنا، وبناءً عليه فإننا سنتعامل مع هذا الإعلان الصهيوني بنفس المستوى». وبسبب تداعيات هدا الهجوم عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا طارئا مغلقا أول أمس الاربعاء لمناقشة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث أكد دبلوماسيون أن رئيس الشؤون السياسية بالأممالمتحدة جيفري فيلتمان سيقدم تقريرا إلى المجلس وجاء الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن بناء على طلب مصر والمغرب والفلسطينيين، بعد أن حضت السلطة الفلسطينية مجلس الأمن الدولي على اتخاذ موقف من الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، ووصفت السلطة الفلسطينية في رسالة إلى المجلس الهجمات الإسرائيلية بأنها «من قبيل الأعمال الإجرامية غير المشروعة». من جهته رد سفير اسرائيل لدى الأممالمتحدة رون بروسور بدعوة المجتمع الدولي إلى إدانة «الإطلاق العشوائي للقذائف الصاروخية على المواطنين الإسرائيليين أطفالا ونساء، ودلك في إشارة واضحة إلى خمسة أيام تصاعدت خلالها الهجمات الصاروخية الفلسطينية من غزة. رد جامعة الدول العربية أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي أن وزراء خارجية الدول الأعضاء بالجامعة سيجتمعون غدا السبت بالقاهرة لبحث الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. أما الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين محمد صبيح فقد حض الوزراء العرب على التوصل إلى قرارات قوية في اجتماعهم القادم، حيث قال بهذا الخصوص: «نطالب الدول العربية بموقف واضح وقوي يضغط على العالم من أجل إلزام إسرائيل بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة. من جهتها حضت السلطة الفلسطينية مجلس الأمن الدولي على اتخاذ موقف بشأن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث قالت في رسالة إلى المجلس إنه عمل من الأعمال الإجرامية غير المشروعة. كما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري محمد مرسي إلى اجتماع عربي طارئ بشأن الهجمات الإسرائيلية، حيث أدان مرسي الذي تعهد مرارا باحترام اتفاقية السلام التي أبرمت عام 1979 مع إسرائيل، الغارات ووصفها بأنها تهديد للأمن الإقليمي وسحب السفير المصري من إسرائيل، كما استدعى أيضا السفير الإسرائيلي إلى القاهرة لتسليمه مذكرة احتجاج، ودعا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن. أما حزب الحرية والعدالة الدي يعتبر الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بمصر فقد أرسل بيان إدانة قويا للهجوم الإسرائيلي. دعوة لوقف التصعيد في غضون ذلك, اتصل الرئيس الامريكي باراك اوباما برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وبالرئيس المصري محمد مرسي وحضهما على ضرورة «وقف التصعيد» في غزة، حسب ما أعلن عنه البيت الأبيض. كما اتصل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بالرئيس المصري محمد مرسي وجاء في بيان لمكتب الأمين العام صدر الليلة الماضية أن «بان كي مون أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس محمد مرسي أعرب فيه عن دعمه القوي للقيادة التي تمارسها مصر لاستعادة الهدوء في المنطقة، وضرورة العمل على منع أي تدهور للموقف. كما أجرى كى مون اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الأسرائيلي أدان فيه بشدة إطلاق الصواريخ الفلسطينية من قطاع غزة، داعيا أن يكون رد الفعل الإسرائيلى محسوبا، بحيث لا يقود إلي دورة جديدة من سفك الدماء وسقوط ضحايا من المدنيين إلى جانب التأثيرات الجانبية الخطيرة في المنطقة. وحض الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واحترام القانون الإنساني الدولي. وكان مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة السفير معتز خليل قد صرح للصحفيين بأنه قام بالفعل بتوجيه خطابين عاجلين إلى سكرتير عام الأممالمتحدة، ورئيس مجلس الأمن يطلب فيهما تحمل مجلس الأمن مسؤولياته للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، واتخاذ اللازم لإدانة ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة فورا.