نظمت جمعية الأئمة المالكية للأبحاث والتراث يوم السبت الماضي بقاعة دار الثقافة بمدينة تطوان ندوة علمية تحت عنوان «المذهب المالكي وجهود علمائه»، شارك فيها المستشار الملكي الدكتور عباس الجراري ومدير الخزانة الملكية الدكتور أحمد شوقي بنبين، إضافة إلى ثلة من علماء تطوان، كما حضرها مجموعة من الأساتذة المهتمين بالموضوع إضافة إلى الفقهاء وأساتذة باحثين. وقال الدكتور عباس الجراري في كلمته إن المذهب المالكي شكل في المغرب على مدى 12 قرنا أحد المكونات والمقومات الرئيسية للهوية المغربية، بعد أن اقتنع به المغاربة على مختلف مستوياتهم مذهبا وفكرا وسلوكا، مبرزا أن المذهب المالكي شكل أيضا على مدى عصور من الزمن والى يومنا هذا جزءا لا يتجزأ من كيان المغاربة وشخصيتهم وهويتهم الدينية ورمزا للوحدة الفكرية والعقائدية والسياسية. واعتبر الجراري أن تمسك المغاربة بالمذهب المالكي عن قناعة راسخة يرتبط أساسا بشخصية المغربي، التي تتميز بالوسطية والاعتدال والاجتهاد الفكري والتنور، مشيرا إلى أن تاريخ العالم الإسلامي يشهد بما لا يحتاج إلى تأكيد بأن المغاربة ومنذ تبنيهم هذا المذهب السمح شكلوا الحصن الحصين له فكرا وعملا، وعرفوه ونشروه في مختلف الأنحاء. واستعرض مدير الخزانة الملكية أحمد شوقي بنبين مناقب علماء مغاربة، الذين اشتهروا بدفاعهم عن المذهب الملكي وكتاباتهم الغزيرة في هذا المجال٬ مشيرا إلى أن العالم والفقيه المغربي عبد الحي الكتاني كنموذج شكل بفكره وعلمه الغزير ومعارفه الواسعة مدرسة قائمة الذات تعكس تشبث المغاربة، من مختلف الفئات والطبقات٬ بالمذهب المالكي لتدبير أمورهم الدينية والدنيوية ومنهجا وسلوكا في الحياة. وأبرز بنبين أن المسؤولية ملقاة الآن على عاتق علماء المغرب للتعريف برواد المذهب المالكي الذين كانوا عبر قرون من الزمن قلعة علمية شامخة للدفاع عن الدين الإسلامي، ومنبرا فكريا للدفاع عن السلوك الديني الوسط عقيدة وسلوكا ومعرفة حفاظا على وحدة الأمة الإسلامية من الغلو والتطرف الفكري. وقال الأستاذ عبد الغفور الناصر رئيس المجلس العلمي بتطوان إن هذه الأخيرة هي وريثة علم الأندلس، كما ذكر نماذج من علماء تطوان المالكية مثل الفقيه الرهوني وغيره والإمام الفرطاخ وجهوده في خدمة المذهب. بينما تطرق الأستاذ إسماعيل الخطيب، رئيس المجلس العلمي لمدينة المضيق، إلى المدرسة المالكية السبتية وأعلام المذهب المالكي بها، كما تحدث عن رحلة السبتيين إلى العواصم العلمية للأخذ عن علمائها.