المستشار الملكي "عباس الجراري" ومدير الخزانة الحسنية "أحمد شوقي بنبين "ورؤساء المجالس العلمية لتطوانالمضيق - الفنيدق في الحفل الافتتاحي لجمعية الأئمة الماليكة للأبحاث والتراث بمنسابة بدء الأنشطة العلمية لجمعية الأئمة المالكية للأبحاث والتراث نظمت الأخيرة ندوة علمية حول "المذهب المالكي وجهود علمائه" وذلك يوم السبت 25 ذي الحجة 1433ه الموافق ل 10 نوفمبر 2012م على الساعة الرابعة مساء بدار الثقافة بتطوان. حاضر في الحفل كل من المستشار الملكي "عباس الجراري" ومدير الخزانة الحسنية "أحمد شوقي بنبين"ورئيس المجلس العلمي المحلي لمدينة تطوان الأستاذ "عبد الغفور الناصر" ورئيس المجلس المحلي للمضيق الفنيدق الدكتور "إسماعيل الخطيب". في كلمة الجمعية الافتتاحية قدم رئيسها السيد "أيوب بولسعاد" ورقة تعريفية عن الجمعية المذكورة وعن خطها التحرير وعن أسباب اختيار هذا الإسم"الأئمة المالكية" الذي جاء انطلاقا من كون كثير من الباحثين أصبح لهم موقف سلبي من المذهب المالكي راجع للجهل به، متحدثا في ذات السياق عن المذهب المالكي باعتباره أقوى المذاهب الفقهية الإجتهادية موردا بعض أصوله ومزاياها في الاستنباط والفتوى، وأن كبار أعلام الأمة السنية من أعلام المذهب المالكي، وأن كبار علماء الإسلام من المذاهب الأخرى عالة على ما يقرره السادة المالكية، جاعلا من أهم أهداف الجمعية هو إعادة الهيبة والاعتبار لهذا الرونق الثمين "المذهب المالكي". أخذ الكلمة بعدها المستشار الملكي الدكتور عباس الجراري، حيث تساءل في مداخلته عن: لماذا الحديث عن المذهب المالكي الآن؟ مجيبا أنه كان ولا يزال يشكل ركيزة ودعامة قوية لمكون من أهم مكونات الهوية الدينية وهو الإسلام، وأن المغاربة اختاروا هذا المذهب بعد تجارب عن اختيار واقتناع منذ دولة الأدارسة وإلى الآن، واستمروا عليه أزيد من إثنى عشر قرنا، عبر خط بياني مابين صعود وهبوط، ولكن بقي المذهب يتقوى شيئا فشيئا، والذي ينبغي الآن حسب الدكتور: أن لا يبقى المذهب مجرد شعار سياسي، بل نحن في حاجة إلى مراجعة له والمراجعة تحتاج إلى توعية، وهي مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق المجالس العلمية، في ظل التحديات الذي يواجهها عبر القنوات الفضائية، وعليه فعلى علمائنا وجمعياتنا أن تبذل جهدا علميا حجاجيا في الدفاع عن المذهب المالكي باعتباره مكون أساسي في الهوية الدينية للمغاربة، خصوصا وأن العصر عصر صراع، والدين أدخل في هذا الصراع من أوسع أبوابه. بعد هذه الكلمة تحدث مدير الخزانة الحسنية الدكتور أحمد شوقي بنبين عن جهود علماء المالكية من خلال الحديث عن مفخرة المغرب العلامة عبد الحي الكتاني حيث اعتبره أعظم فقيه ومحدث في العالم الإسلامي، متحدثا عن نشأته العلمية ورحلته في طلب العلم، والكتب الذي ألفها وجمعها من البلاد العربية الإسلامية حتى أصبحت خزانته من أثرى الخزائن الخاصة بالعالم الإسلامي لما توفرت عليه من نفائس المخطوطات،، كما تحدث عن كتابه العظيم فهرس الفهارس وأنه لا تخلوا مكتبة في العالم الإسلامي منه مهيبا بالباحثين الجدد إعادة النظر في طبع هذا الكتاب عبر تحيين معلوماته. وفي كلمة الأستاذ عبد الغفور الناصر رئيس المجلس العلمي لمدينة تطوان تم الحديث عن جهود علماء تطوان في الدفاع عن المذهب المالكي، حيث اعتبر المدينة أحد القلاع التاريخية العظيمة في الدفاع عن المذهب وذلك إيمانا من أهلها أنه صمام أمان للوحدة مذهبا وعقيدة وسلوكا وأنه المظهر الكامل للإسلام عروبة ودينا، حيث سرد في هذا السياق أسماء مجموعة من الأعلام الجهابدة للمدينة في القرن الرابع عشر أمثال القاضي عزيما والتهامي أفيلال ومحمد القالي ومحمد بن الأبار وأحمد الزواقي ومحمد ا لمؤذن وأحمد الرهوني ومولاي الصادق الريسوني ومحمد المرير وغيرهم كثير، معتبرا المدينة في هذا العصر جامعة علمية. وأخيرا تحدث الدكتور العلامة إسماعيل الخطيب عن الدور العلمي لمدينة قريبة منا جغرافيا بعيدة عنا سياسيا ألا وهي مدينة سبتة السليبة، هذا الدور الذي غاب اليوم وما بقي منه يتحدى للحفاظ على الوجود الإسلامي العربي المغربي. مشيرا إلى الدور الكبير والعطاء الذي قدمته هذه المدرسة السبتية للمذهب والفقه المالكي، متحدثا في هذا السياق عن المؤسسين الأعلام لهذا المدرسة أمثال عيسى بن العلاء وعبد الرحيم بن مسعود الكتامي، وعن اتصال المدرسة السبتية بالمدرسة القيروانية والقرطبية مختتما حديثه ومهيبا بالباحثين أن يولوا هذه المدرسة عناية خاصة. وقد اختتم هذا الحفل بتوزيع جوائز على المحاضرين والدعاء لأمير المؤمنين بالنصر والتمكين. الباحث: يوسف الحزيمري/تطوان