دشن أحمد الزايدي، رئيس الفريق النيابي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ترشحه لمنصب الكاتب الأول بطرح برنامج إنقاذ وإعادة بناء الحزب الذي يعيش «حالة وهن جد مقلقة» و«أزمة حقيقية». ويقوم البرنامج، الذي حصلت «المساء» على نسخة منه، على وضع خريطة طريق تقوم على أربعة مرتكزات، في مقدمتها العمل على «إنجاح مصالحة الاتحاد مع المجتمع والاتحاديين، والمناضلات والمناضلين الذين تراجعوا إلى الصفوف الخلفية، مصالحة مع الذات ومع الشباب ومع النساء ومع الأطر المكونة للأذرع المهنية، والثقافية، والفنية». كما يقوم برنامج إعادة بناء الحزب على إحداث التقارب بين القوى التقدمية في البلاد، إذ يرى الزايدي أن تحالفات الاتحاد يجب أن يحكمها من جهة الانفتاح الواسع على العائلة الاتحادية، والعمل على بناء وحدة العائلة اليسارية من جهة ثانية، داعيا إلى أن يصبح الاتحاد في صدارة المعارضة ليقود البلاد نحو بديل اقتصادي واجتماعي وثقافي وسياسي يتماشى مع خطه الأيديولوجي كحزب يساري يحمل برنامجا ديمقراطيا اجتماعيا حقيقيا. من جهة أخرى، يأتي طرح بديل اقتصادي واجتماعي وسياسي للبلاد في صلب البرنامج الانتخابي للزايدي، حيث يرى مرشح الكتابة الأولى أن المجتمع ينتظر من الاتحاد الاشتراكي أن يظهر قدرته على تقديم البديل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في تسيير الشأن العام بهدف تحسين المعيش اليومي للمواطنين. غير أن نجاح مشروع إعادة البناء يستوجب مصالحة مع المواطنين تتمثل أحد شروطها المسبقة في القيام بنقد ذاتي للممارسة السياسية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في تدبير الشأن العمومي. وبالإضافة إلى البديل الاقتصادي والاجتماعي يطرح الزايدي كطريق للخروج من أزمة الاتحاد نقل الصلاحيات والوسائل للأجهزة المحلية والجهوية وإعمال آليات تقوي الشفافية والديموقراطية الداخلية، وكذا الانفتاح على المجتمع وتعبئة الكفاءات، إذ يعتبر المصدر ذاته أنه لتحقيق ذلك فإن الحزب في حاجة لمجموع كفاءاته ومناضليه والمتعاطفين معه. كما أن الاتحاد الاشتراكي في حاجة إلى فرق متفوقة على كل المستويات التمثيلية، سواء المحلية أو الجهوية أو الوطنية، إذ أن إعادة بناء الحزب لا يمكنها أن تكون قضية شخص وفي هذه الحالة الكاتب الأول. إلى ذلك، شرح مرشح الكتابة الأولى واقع حزب المهدي بنبركة وهو يتجه للمؤتمر التاسع المقرر عقده في 14 و15 و16 دجنبر القادم، معتبرا أنه يمر اليوم بلحظات وهن جد مقلقة تكاد تشل هياكل الحزب، أفقدته قوة قيادة النضال السياسي والاجتماعي في البلاد، ويعيش أزمة عميقة، هي الأخطر في تاريخه، تتجلى على المستوى المحلي في فتور حقيقي وفقدان للثقة في أجهزة الحزب، وفي الشلل الذي يعتري المبادرات السياسية. ومن تجليات أزمة الاتحاد عدم القدرة على استقطاب طاقات جديدة إلى الحزب، وبالخصوص الشباب والنساء، وكذا العجز عن بلورة تفكير جماعي حقيقي حول القضايا الأساسية ذات الصلة بالمواطنين وبمستقبل البلاد. الزايدي أرجع تلك الأزمة إلى العجز المتواصل عن إنتاج القيم الفكرية والأخلاقية، وظهور مواقف وسلوكيات تنخر المجتمع وتخترق الحزب، وإهمال خدمة الصالح العام، وتزايد الوصولية داخل أجهزة الحزب، واستشراء الثقافة المحافظة في الممارسات الحزبية. كما ترجع أزمة الاتحاد إلى انغلاق الهيئات التنظيمية للحزب أمام المجتمع، وأزمة القيادة التاريخية، ومشاركة الحزب في الحكومة منذ 2002، بالرغم من عدم احترام المنهجية الديموقراطية في تعيين الوزير الأول، وقبول مشاركة الحزب في حكومات ذات توجهات ليبرالية معلنة وغياب استراتيجية واضحة لإصلاح الدولة.