عبد الصمد الصالح أكد محمد خليدي، الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة، أن اللقاءات التي جمعته بعدد من رموز التيار السلفي المعتقلين في السجون المغربية، جاءت بناء على دعوات متكررة ورسائل عديدة تلقاها من المعتقلين وعائلاتهم، وبمبادرة ذاتية ليست لها علاقة بأي أطراف في الدولة، وتندرج في سياق السعي للمصالحة وإيجاد حل لطي صفحة سنوات طويلة من الاعتقال الذي طال هاته الفئة. وأوضح خليدي في اتصال هاتفي مع «المساء» أنه التقى رفقة خليل مصدق، عضو الأمانة العامة للحزب نفسه، كلا من عبد القادر بلعيرج المعتقل على خلفية خلية وصفت ب«الإرهابية» والمحكوم عليه بالسجن المؤبد، وحسن حطاب المتهم بتزعم خلية أنصار المهدي، ومحمد ثابت الذي يقبع في سجن تيفلت ويعد واحدا من الوجوه البارزة بين المعتقلين السلفيين. وأشار خليدي إلى أن المعتقلين بدوا يائسين جراء انسداد الأفق أمامهم، بعد حالة الجمود التي عرفتها قضايا المعتقلين السلفيين. وأفاد المتحدث نفسه بأن المعتقلين عبروا عن تشبثهم بأمن واستقرار البلد، وأنهم لم يفكروا يوما في القيام بأعمال تمس الدولة المغربية، مع تشبثهم بتبني أفكارهم ومعتقداتهم التي لا تشكل خطرا على أحد. وأضاف أن المعتقلين يطالبون بتدخل وزارة الأوقاف من أجل فتح حوار مع المعتقلين في ما يرتبط بقناعاتهم الفكرية، نظرا لأن إدارة السجون ليست لديها الصفة والكفاءة اللازمة لمثل هذا الحوار. من جانبه، قال أنس الحلوي، عضو المكتب التنفيذي للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، إن مبادرة حزب النهضة والفضيلة تمت بالتنسيق مع عدد من الحقوقيين والسياسيين والفاعلين من أجل تحريك الملف، مشيرا إلى أن اللجنة ترحب بكل المبادرات الرامية إلى رفع المعاناة عن المعتقلين وإنصافهم. وأوضح الحلوي في اتصال هاتفي مع «المساء» أن اللجنة ترفض بالمقابل أي حلول تجزيئية، تعمل على تصنيف المعتقلين وتقسيمهم إلى فئات، داعيا إلى حل الملف في شموليته. وأكد المتحدث نفسه أنهم ينتظرون ما ستؤول إليه المشاورات، معتبرا أنه لا يوجد شيء رسمي لحد الآن. يشار إلى أن المئات من المعتقلين الإسلاميين لا يزالون يتوزعون على مختلف السجون المغربية، وعرف هذا الملف فترة جمود منذ الإفراج عن الشيوخ الثلاثة شهر أبريل الماضي، فيما تشهد سجون المملكة وقفات احتجاجية متكررة للتيار السلفي وعائلات المعتقلين، للمطالبة بحلحلة الملف المفتوح منذ أحداث 16 ماي 2003 بالدار البيضاء.