يلتقي الوداد والرجاء مرة أخرى في مباراة تحبس أنفاس الكرة، الديربي البيضاوي ليس أبدا مباراة عادية، فبالأحرى أن تكون مباراة اليوم مباراة لابد أن تنتهي بفريق يلعب نهاية كأس العرش وآخر ينهي مشواره.
ولأن ديربي كأس العرش لن يقبل هذه المرة نتيجة التعادل، فإن المباراة التي يجب أن يخسر أحد طرفيها ويتأهل الآخر إلى نهائي كأس العرش لن تشبه باقي مباريات الديربي، فهي ستكون بطعم خاص، ففي ديربي كأس العرش التقى الفريقان في 10 مباريات. فاز كل فريق بخمس مباريات، وبالتالي فإن الفائز في مباراة اليوم سيفخر أنصاره كثيرا كون فريقهم صاحب أكبر عدد من الانتصارات في ديربي الكأس..حتى التفاصيل الصغيرة، لا تفلت من حسابات أنصار الغريمين، بل دائما يكون لها وقع كبير.
في نصف نهاية كأس العرش التي يلعب طرفها الأول على الساعة الثانية بمركب محمد الخامس بالدارالبيضاء سيكون الديربي الذي لا يمكن أن ينتهي بالتعادل شعلة من نار سيتابعها ملايين عشاق الكرة بشغف وترقب.
الديربي بدون حسابات مسبقة
رغم أن الفريقين متعادلين من حيث التفوق في مباريات ديربي الكأس، إلا أن كفة الوداد تظل راجحة من حيث الفوز في نصف النهاية، إذ تغلبت على الرجاء مواسم 1964 و2001 و2003، بينما آخر مرة تفوق فيها الرجاء في المربع الذهبي تعود إلى موسم 1973-1974 بالضربات الترجيحية بنتيجة 4-3 بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1-1، وهو الموسم الذي حاز فيه كأس العرش بعد أن تفوق على المغرب الفاسي في النهائي، لكن جرت العادة أنه عندما يعلن حكم المباراة عن انطلاق مباراة الديربي تلغى جميع الحسابات السابقة، فلكل ديربي حساباته الخاصة. «الديربي لايعترف بفريق قوي وآخر ضعيف، وكم من مرة كان الوداد البيضاوي في حال سيئة وفاز بالديربي والعكس حصل أيضا مع الرجاء، على حد وصف بادو الزاكي، المدرب الذي يقود الفريق منذ شهر.
الزاكي يعيد الوداد إلى السكة
حين تعاقد الوداد مع بادو الزاكي على رأس الإدارة التقنية لتدريب الفريق لمدة موسمين خلفا للمدرب الاسباني بنيتو فلورو الذي أقيل من منصبه بعد سلسلة من النتائج السلبية، كان الفريق يمر بأزمة حقيقية، لقد فقد نسبة كبيرة من حظوظه في المرور إلى الدور الموالي من كأس الاتحاد الإفريقي، رغم أن مصطفى شهيد كان قاد الفريق إلى التفوق على ليوبار الكونغولي ب 3-1 برسم الجولة الخامسة لكأس الاتحاد الافريقي.
على عهد المدرب الاسباني حقق الفريق فوزا واحدا في ثلاث مباريات في البطولة بالإضافة إلى إخفاقه في تحقيق الفوز في أربع مباريات في دور المجموعات بكأس الإتحاد الإفريقي، لكن منذ مجئ الزاكي أمكن للفريق العودة بالتعادل من مالي وقاد الفريق إلى الفوز أمام رجاء بني ملال، وبالتالي الوصول إلى نصف نهاية كأس العرش.
وفي البطولة تفوق على النادي المكناسي ثلاثة مقابل صفر، وعلى نهضة بركان، ما جعل عشاق الفريق ومحبيه متفائلين بقدرة الزاكي على قيادة الفريق إلى نهاية الكأس.
فاخر...يقود الرجاء بنجاح
على الطرف الآخر حقق الرجاء مع محمد فاخر الذي تعاقد معه بداية الموسم الجاري نتائج جد طيبة، تفوق في كأس الاتحاد العربي للأندية على البنزرتي التونسي بأربعة أهداف مقابل لاشئ، ومسارا موفقا في كأس العرش أمام أولمبيك آسفي وحسنية اكادير والكوكب المراكشي، وفي البطولة حقق أربع انتصارات متتالية أمام الفتح الرباطي ورجاء بني ملال والنادي القنيطري ووداد فاس، لكن حين كان يعتقد الجميع أن الرجاء لن يفرط في الفوز بمركب محمد الخامس أمام أولمبيك آسفي، وجد نفسه يواجه فريقا أمكنه مباغثة الرجاء بهدفين، قبل أن يستدرك الفريق البيضاوي الأمر ويعادل النتيجة قبل نهاية المباراة.
ما يضفي على هذا الديربي الكثير من الحلاوة أن كلا المدربين لعبا الديربي البيضاوي وكلاهما قادا فريقيهما في مباريات ديربي سابقة، مما يعني أن الديربي ليس مباراة عادية.
يظل لعب الديربي قيمة مضافة لأي لاعب من لاعبي الفريقين، ولذلك ليس غريبا أن يخصص لبعض اللاعبين حصص خاصة من أجل العودة إلى التنافس مع باقي اللاعبين، كما حدث مع ياسين الصالحي وشمس الدين الشطيبي من الرجاء وأيوب الخاليقي من الوداد...إلخ، فلعب الديربي حلم يتحقق، بل كثير من اللاعبين دونت أسمائهم في صفحات لاتنسى، فقط لأنهم أهدوا فرقهم أهداف الديربي أو كانوا وراء تمريرات حاسمة، لكن أيضا كما يظل الجمهور وفيا لتلك الأسماء التي برزت في الديربي فإنه أيضا لا يتساهل مع اللاعبين الذين قد يتسببون بسبب قلة تركيزهم في تضييع أهدف محققة أو في استقبال شباكهم لأهداف كان من الممكن منعها.
ولذلك سعى الفريقان دائما إلى الدخول في معسكرات إعدادية، غير أن ذلك لم يحدث هذه المرة بسبب ضغط الوقت، إذ فضل بادو الزاكي، البقاء في مدينة الدارالبيضاء كون الفندق الذي اعتاد الفريق الإقامة به بمدينة الجديدة يكون في هذه الفترة ممتلئا، مما قد يحرم اللاعبين من التركيز.
أما امحمد فاخر فإنه قرر البقاء بالدارالبيضاء لأن الفريق لن يجد مشكلة في توفير ملعب للتداريب، وإن كان قال إن إقامة تجمع خارج البيضاء كان بمقدوره أن يوفر تركيزا أكبر للاعبين، لكن مخاوف من عدم إيجاد ملاعب للتداريب دفعنا إلى البقاء في البيضاء، على حد قوله.
نقاط الضعف توحد الفريقين
إذا كان دفاع فريق الوداد البيضاوي، أحد أبرز نقط ضعف الفريق، منذ بداية الموسم، قد بدا يستعيد كثيرا من عافيته منذ التعاقد مع الزاكي (لم يدخل مرمى الفريق أي هدف المباريات التي لعبها بالبطولة والكأس لكن تمكن الملعب المالي من الوصول إلى شباك نادر المياغري ثلاث مرات)، فإن وسط دفاع الرجاء لم يكن في المستوى المعتاد خلال المباراة التي تعادل فيها على أرضه أمام أولمبيك أسفي 2/2، حيث ظهرت بعض الثغرات في وسط دفاع الرجاء الأمر الذي استغله لاعبو أولمبيك أسفي بشكل كبير في هذه المباراة.
ومع ذلك فإن انتداب الفريق لمجموعة من اللاعبين يجعل من المدرب قادرا على اختيار اللاعب الجاهز، فكثير من الرجاويين خمنوا أنه يحتمل أن يعتمد المدرب على المدافع عبد الفتاح بوخريص في الديربي، بدلا من أحد ثنائي الوسط الدفاعي محمد أولحاج أو أمين الرباطي.
فرغم أن بوخريص الذي قدم إلى الرجاء من ستاندار دو لييج البلجيكي، لم يعتمد عليه المدرب كأساسي إلا انها ربما تكون فرصة من ذهب لعبد الفتاح، خصوصا أن كثيرا من اللاعبين كانوا كسبوا رسميتهم وتألقوا لعدة مواسم، بعد أن كان الديربي أول مباراة يلعبونها.