دخلت الشركة الفرنسية «فرانس تيليكوم» على الخط في عملية تفويت «فيفاندي» لحصتها في شركة اتصالات المغرب، فبعد أن كان الجميع يرجح كفة شركة «كيوتل» القطرية في الظفر بالصفقة، خاصة في ظل الضغوطات التي مارستها السلطات القطرية منذ شهور من أجل إقناع «فيفاندي» ببيع حصصها في الشركة المغربية، تغيرت الأمور حاليا لصالح «فرانس تيليكوم»، التي أبدت رغبتها في شراء حصص «فيفاندي». وحسب مصادر من الشركة الفرنسية، فإن «فرانس تيليكوم» مستعدة لتقديم مبلغ مهم يتجاوز 5 ملايير أورو، الذي وعدت بتقديمه «كيوتل القطرية»، وهو ما سيقوي موقفها، خاصة في ظل التقارب الكبير بين سياستي «فيفاندي» و»فرانس تيليكوم»، وكذلك رغبة الحكومة المغربية في الاستمرار في التعاون مع الجانب الفرنسي، عوض دخول طرف جديد في الشركة يمكن أن يخلق بعض المتاعب، خاصة في ظل حساسية قطاع الاتصالات. وبدخول «فرانس تيليكوم» إلى الساحة يرتفع عدد الشركات المتنافسة على اقتناء الشركة المغربية للاتصالات إلى خمسة، وهي «فرانس تيليكوم» و«كيوتل القطرية»، و«اتصالات السعودية» و«اتصالات الإماراتية» و«إم تي إن الجنوب إفريقية». وتؤكد مصادر من «فيفاندي» أن هذه الشركات تحدثت إلى مصرفيين تابعين لها بشأن شراء حصصها في «اتصالات المغرب»، مشيرة إلى أنها تأمل في إتمام الصفقة خلال الربع الأول من السنة المقبلة. وتحول «اتصالات المغرب» سنويا نصف أرباحها إلى الشركة الأم «فيفاندي»، وقد بلغت أرباح هذا الفرع الأكثر ربحية بالنسبة إلى الفرنسيين حوالي 8.1 ملايير درهم برسم السنة الماضية. وكانت مجموعة «فيفاندي»، العملاق الفرنسي في مجال الاتصالات، عبرت عن رغبتها في بيع حصتها في «اتصالات المغرب»، والتي تقدر ب 53 في المائة. وحسب «فاينانشال تايمز»، فإن مجموعة «فيفاندي» طلبت من بنك «لازار» و»القرض الفلاحي» بيع حصتها من اتصالات المغرب، وقد قيما هذه الأخيرة في حدود 7 ملايير أورو. وتعتزم المجموعة الفرنسية في مجال الإعلام والاتصال «فيفاندي» القيام بعملية موسعة لإعادة هيكلة نشاطاتها التي ستهم أيضا بيع حصتها في الفاعل الاتصالاتي البرازيلي (جي تي في) وإجراء تقارب بين فرعها الاتصالاتي الفرنسي (إس إف إر)٬ والفاعل في قطاع التلفزة عبر الكابل ومزود الولوج إلى الإنترنت في فرنسا (نوميريكابل).