توقفت مغامرة الوداد الرياضي لكرة القدم في كأس الاتحاد الإفريقي عند حاجز دور المجموعتين، دون أن يتمكن الفريق «الأحمر» من مواصلة مساره، والحفاظ بالتالي على مغربية هذه الكأس التي فاز بلقبها في الموسمين الماضيين، كل من الفتح الرباطي والمغرب الفاسي. لم يقص الوداد لأنه تعادل أمام الملعب المالي بثلاثة أهداف لمثلها، فهذه النتيجة في المنافسات الإفريقية جيدة ومعقولة، خصوصا أنها تمت خارج الملعب، ولكن الوداد أقصي لأنه لم يتعامل مع منافسات هذه الكأس بالجدية المطلوبة، فالفريق لم يستغل بشكل إيجابي مبارياته بملعب محمد الخامس، وخسر بشكل مفاجئ أمام دجوليبا المالي، كما اكتفى بتعادل مخيب بهدف لمثله أمام الملعب المالي، ليضيع الفريق بذلك خمس نقاط بملعبه، كان بمقدورها ليس أن تؤهله فقط ولكن أن تمنحه صدارة المجموعة وتجعله يتأهل بشكل مريح، خصوصا أن الوداد الذي لعب السنة الماضية نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، لديه كل المؤهلات ليفوز بلقب كأس «الكاف» دون عناء. الوداد أضاع في مستهل الموسم الكثير من الوقت، بل واستغنى عن لاعبين بإمكانيات كبيرة كما هو الحال اليوم مع محسن ياجور هداف الرجاء، كما أنه لم يدبر بشكل جيد ملف مدربه الإسباني بينيتو فلورو، واستغنى عنه متأخرا، بعد أن ضيع الفريق الكثير من حظوظه الإفريقية، وخسر الكثير من انسجامه وتلاحمه، وأصبح رحيل المدرب هو القضية الأولى. لقد اتضح أن تفاصيل صغيرة هي التي أبعدت الوداد عن سباق كأس «الكاف»، وهذه التفاصيل من الممكن أن تخرجه خاوي الوفاض إذا لم يتم إصلاحها ويتم وضع خارطة الطريق. اليوم، يقود الوداد المدرب بادو الزاكي، وقد عاد إلى الفريق وكله طموح ليحقق معه نتائج جيدة، ويقوده في الاتجاه الصحيح، لكن السير في هذا الاتجاه يحتاج إلى لم الشمل، وإلى أن يحصل اللاعبون على مستحقاتهم المالية من رواتب ومنح مباريات ومنح توقيع في وقتها المحدد، فدون ذلك يضيع تركيز اللاعب، ويذهب مجهود المدرب أدراج الرياح، كما أن التعاقد مع المدرب يجب أن يكون المحدد له اختيار مبدئي، وليس فقط لأن هذا المكتب المسير أو ذاك يبحث عن تمديد إقامته. الوداد، بكل ما يتوفر عليه من ثقل ومن قاعدة جماهيرية، يستحق الأفضل، وهذا الأفضل لن يتحقق وحروب صغيرة تنشب هنا وهناك.