سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رسالة سرية من أبي حفص تعيد المراجعات الفكرية بين السلفيين إلى الواجهة قال إن سلفيين أصبحوا يتاجرون في المخدرات داخل السجون ووصف أرملة المجاطي ب«قليلة الأدب»
كشفت رسالة ظلت سرية لمدة سنة كاملة للشيخ أبو حفص، الذي غادر السجن مؤخرا بعفو ملكي، عن حقائق مثيرة حول المراجعات الفكرية للتيار السلفي التي صدرت، في وقت سابق، تحت عنوان «أنصفونا» باسم أبي حفص. وأوضحت الرسالة التي سربتها فتيحة الحسني، أرملة كريم المجاطي، عضو تنظيم القاعدة، بعد اندلاع خلافات بينها وبين أبي حفص إلى هاني السباعي مدير مركز سلفي بلندن، أن الشيخين الحدوشي والكتاني كانا على علم وموافقين على المراجعات الفكرية التي قام بها ونشرها حينما كان بسجن بوركايز بفاس، وأكدت الرسالة شديدة اللهجة، التي وجهها أبو حفص إلى فتيحة المجاطي، أن الحدوشي لم يمنعه من إشهار اسمه بالموافقة على المراجعات الفكرية إلا الخوف من أن يوصف بالهزيمة والاستسلام. وحذر أبو حفص، في رسالته ذاتها، من الأوضاع الصعبة التي يعيشها المعتقلون الإسلاميون داخل السجون، وقال، بهذا الخصوص، «لقد رأينا أن الإخوة يضيعون داخل السجون، وفسدت أخلاقهم، وذهب دينهم حتى أصبح بعضهم يتاجر في المخدرات». وقال أبو حفص، مخاطبا فتيحة المجاطي، التي انتقدت مبادرة مراجعاته الفكرية، «لا يسمح لك البتة بسوء الظن، ولا بالجرأة والجسارة على من كنت له يوما تلميذة ومتعلمة، من كان يأخذ من وقته وجهده ليعلمك أحكام الطهارة والصلاة، من كان يقتطع من برنامجه ليجلس معلما لزوجك وأبنائك»، مضيفا أن وصفها له بالاستسلام والانهزام والتراجع والتنازل جرأة ما بعدها جرأة، ووقاحة ما بعدها وقاحة، وقلة أدب ما بعدها أدب. وانتقد أبو حفص معارضي مراجعته الفكرية «أنصفونا»، ووجه إليهم الكلام قائلا إن «الذين يظن الواحد منهم أن مقامه بأفغانستان ساعة جعله منظرا وشيخا وإماما، هم ثلة قليلة، لكنهم يمارسون إرهابا فكريا على إخوانهم». إلى ذلك، وفي سابقة تعد الأولى من نوعها، انتقد هاني السباعي، مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية، المراجعات الفكرية التي نشرها أبو حفص، واصفا إياها ب«التراجع عن الحق» و«الدخول في دين المبدلين لشرع الله». وأكدت رسالة السباعي الموجهة إلى أبو حفص، ردا على رسالة الأخير إلى فتيحة المجاطي، أن المراجعات الفكرية التي قام بها تدخل ضمن «نهج المتراجعين الذين خرجوا بأفكار مبتسرة أقرب إلى سلخ مشوه! وصفوه بأنه المنهج الوسطي! والإسلام المعتدل القويم». وطالب المقريزي أبو حفص بالاعتذار إلى فتيحة المجاطي عما جاء في الرسالة التي وجهها إليها ووصفها فيها ب«البطلة الرعديدة» وغيرها من العبارات القاسية.