اعتقلت عناصر من المركز القضائي «البدوزة» -في الشمال الساحلي لمدينة آسفي- شخصا متورطا في استنزاف العديد من الكثبان الرملية على الحدود البحرية بين إقليمآسفي، على مستوى جماعة أيير الساحلية وبين بحيرة الوليدية، التابعة ترابيا لإقليمسيدي بنور، حيث كان المتهم «ع. ك. غ.»، وفق محضر معاينة أنجزته الفرقة الإقليمية لمراقبة المقالع بأمر مباشر من والي جهة عبدة دكالة،»يستغل، بصفة غير قانونية، مقلعا استخرج منه 6400 متر مكعب من الرمال». و كشفت وثائق إدارية و قضائية على علاقة بالموضوع -تتوفر «المساء» على نسخ منها- أن المتهم باستنزاف 6400 متر مكعب من الرمال أحدث كارثة بيئية بكل المقاييس، حيث تسبب، عبر الجارفات التي كان يعمل بها لأجل استخراج الرمال، على استحداث حفرة ضخمة على مقربة من مياه الشاطئ بطول 80 مترا وعرض 40 مترا وعلو فاق المترين. وكشف محضر معاينة للفرقة الإقليمية لمراقبة المقالع، المكونة من ممثلين عن رجال السلطة والدرك والمصلحة الجهوية للبيئة والمديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ومندوبية الصيد البحري ومركز البيئة للدرك الملكي والمديرية الجهوية للتجهيز وقسم الشؤون القروية، أن «المتهم هدد الكثبان الرملية، التي تعتبر حاجزا واقيا لتسرب مياه البحر إلى الأراضي الفلاحية». من جهته، قال المحامي مبارك الفارسي، نيابة عن مجموعة من الفلاحين من دوار «حيوط الشعير»، أن موكليه قدّموا شكاية إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية في آسفي بشأن الأضرار التي لحقتهم جراء السرقات المفرطة التي تتعرض لها الكثبان الرملية في منطقة تسمى «بودردة»، وقال الفارسي، في تصريح ل»المساء»، إن اعتقال المتهم جاء متأخرا بعدما تسبب في كارثة بيئية كان من الممكن جدا تجنبها وأفسد تهيئة بحيرة الوليدية، التي تعتبر مشروعا ملكيا قيد الإنجاز، مشيرا إلى أن استنزاف كثبان الرمال من قبل هذا الشخص كان، في أول الأمر، يتم على بعد 600 متر من مياه البحر، في حين لم تعد هذه المسافة تتجاوز اليوم 30 مترا، مما ساهم في اختلال بيئيّ وفي تسرب مياه البحر إلى الأراضي الفلاحية. وكشف مبارك الفارسي، الذي يرأس أيضا جماعة «أيير» الساحلية، أن ما تم استنزافه من مقلع «بودردة»، على الحدود البحرية بين شاطئي كرام الضيف وبحيرة الوليدية، يصل إلى 10 آلاف طن من الرمال، حسب تقدير الفرقة الإقليمية لمراقبة الرمال، التي قدرت الكمية المستخرَجة في 6400 متر مكعب من الكثبان، مشيرا إلى أن ما لحق بالمنطقة يمكن تصنيفه في خانة «الدمار البيئي»، حسب تعبيره، باعتبار الخلل الإيكولوجيّ الذي تسببت فيه جارفات الرمال، مما ساهم في إحداث أضرار بيئية على مشروع تهيئة منتجع الوليدية وعلى الأراضي الفلاحية المجاورة، لكننا انتظرنا أكثر من سنة على وضع الشكاية ضد استنزاف الكثبان الرملية ومر أزيد من سنة أيضا على محضر معاينة الفرقة الإقليمية لمراقبة المقالع واستمر المتهم بشاحناته وجارفاته يستنزف الرمال بكل حرية ولم يعتقل إلا مؤخرا،ة والآن يضغطون على الشهود لتغيير مسار القضية»، حسب قوله.