اختتمت أشغال المنتدى الاجتماعي المغاربي الثاني حول الهجرة بتنفيذ وقفة رمزية، أول أمس الأحد، أمام مركز «زوجْ بغالْ»، على الحدود المغربية -الجزائرية، تمت خلالها قراءة توصيات المنتدى. وشارك في الوقفة الاحتجاجية، التي رُدِّدت فيها شعارات تطالب الدولتين برفع الحواجز عن حرية التنقل والإقامة، عشرات المشاركين في المنتدى من ممثلي الجمعيات الحقوقية والمدنية المغربية والمغاربية والأوربية والإفريقية ومنظمات دولية. وجاء في «إعلان وجدة»، الذي يحمل شعار «منطقة مغاربية أخرى ممكنة وسياسة أخرى للهجرة ممكنتان»، أن المهاجرين وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني والنقابات المغاربية ومنظمات التضامن الدولي يعلنون أن كلفة انعدام الوحدة المغاربية على المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحتى النفسية، تشكل خسارة كبرى لحاضر ومستقبل شعوب المنطقة. ففي الماضي، خاضت هذه الشعوب معركة موحدة ضد الاستعمار، سواء من أجل أراضيها وتمكنت من إقامة هوية موحَّدة ومخيال مجتمعيِّ تحرريّ. وفي الحاضر، وفي الوقت الذي نطمح إلى تحقيق فضاء جيو -سياسي ديمقراطي، تسود فيه العدالة الاجتماعية والحرية ويعزَّز التبادل بين الشعوب، فإننا نشاهد على العكس من ذلك، ومنذ عقود تسريع، التبعية للسوق العالمية على حساب اندماج، تنمويّ جهوي مغاربي. وعلى مستوى الهجرة، يقول إعلان وجدة: «نشهد على إرساء سياسات أمنية تستهدف المهاجرين الذين يعيشون فوق الأراضي المغاربية، في تعارض مع التاريخ الذي يربط بين شعوب شمال إفريقيا وشعوب إفريقيا جنوب الصحراء، وضدا على المصالح المشترَكة للتنمية والغنى الثقافي والحضاري، وأن حكامنا يتنافسون في تطبيق السياسات والتعليمات الأوربية، مقيمين جدارا بين ضفتي المتوسط، ومسؤولون عن آلاف الموتى والمفقودين، مُحوّلين المنطقة المتوسطية إلى «مقبرة كبيرة»، وأن حملات الاعتقالات والإبعاد والمعاملات المهينة للمهاجرين من جنوب الصحراء وتجريم تواجدهم تمثل أحد الانتهاكات الخطيرة لأبسط الحقوق الإنسانية». واعتبر «إعلان وجدة» أنّ المعالجة الأمنية لقضية الهجرة ستؤدي إلى باب مسدود، حيث إن الهجرات في كل الأزمنة تمثل فرصة إيجابية لبلدان الانطلاق أو العبور أو الاستقبال.. إن المنطقة المغاربية، ذات التقاليد القديمة في الهجرة، أصبحت أرضا في الآن ذاته مُصدّرة ومستقبلة للهجرة. ويشكل تواجد المهاجرين من جنوب الصحراء وبلدان أخرى فرصة لتنمية الفضائين الإفريقيين. فمستقبل شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء يمر عبر الانفتاح على بعضيهما والمبادلات الإنسانية كمصدر للاغتناء المتبادل. وطالب المنتدى، انطلاقا من أن بناء مغرب الشعوب الغني بتعدده الثقافي، اللغوي والاجتماعي يتطلب رؤية شمولية للمستقبل مرتبطة بفضاء بدون حدود بين البلدان المغاربية، ديمقراطي، يحترم حقوق الإنسان، مبنيّ على بعض المبادئ الأساسية.. (طالب) بفتح الحدود لتحقيق حرية التنقل والإقامة، سواء بالنسبة إلى مواطني البلدان المغاربية أو المهاجرين الذين يعيشون في المنطقة، وتسوية وضعية المهاجرين بدون أوراق والراغبين في الاستقرار والعيش في البلدان المغاربية ورفض السياسة الأوربية الأمنية، التي تقيم الجدران عوض بناء الجسور بين ضفتي المتوسط، وإغلاق كل أماكن احتجاز المهاجرين وعدم تجريم وضعية من هُم بدون أوراق والعمل من أجل القضاء على مختلف أشكال العنف الممارَس تجاه النساء المهاجرات، اللواتي يتعرضن لإذلال خطير، وضرورة المتابعة القضائية بدون هوادة في حق أي انتهاك لحقوقهن وإقرار المساواة في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المعترَف بها كونيا واحترامها، عبر التنفيذ الكامل للاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية حقوق المهاجرين واللاجئين. وعبّر «إعلان وجدة» عن رفض المنتدى كلَّ أشكال التمييز والعنصرية، وطالب برلمانات الدول المغاربية بإصدار قوانين تُجرّم الأفعال العنصرية وكراهية الأجانب.