اتهم نزيل في سجن «بوركايز»، في ضواحي فاس، موظفين في نفس المؤسسة بسوء معاملته، ما أدى إلى إصابته في الوجه والرأس. وقال السجين محمد الرحموني إنه تعرّضَ، يوم فاتح أكتوبر الجاري، لهجوم وصفه ب«الشنيع» من طرف موظفي الحراسة، ما أدى إلى إصابته وعزله في السجن الانفرادي، أو ما يعرف ب«الكاشو» لمدة ساعتين. وأورد هذا السجين أن محنته مع موظفي السجن تعود إلى احتجاجه «بشكل حضاريّ» على وضعيته، بعدما مُنع من استعمال الماء البارد. وذكر أن رد الموظفين على هذا الاحتجاج كان عنيفا، وصل حد الضرب والركل والشتم بألفاظ نابية قال إنها تخلّ بالحياء. وأشارت شكاية وجهها هذا النزيل للجمعيات والمنظمات الحقوقية في المغرب إلى وجود ما أسماه «سلوكات مشبوهة» يقوم بها هؤلاء الموظفين، وهذا ما أثار غضبهم ودفعهم إلى «الهجوم علي بشكل عنيف». وعلمت «المساء»، من مصادر داخل سجن «بوركايز»، أنّ إدارة السجن قامت، في الآونة الأخيرة، بحملة تفتيش للسجناء في إطار العمل الذي يقوم به الموظفون لمحاربة إدخال وسائل مشبوهة وغير قانونية إلى داخل هذه المؤسسة. وشارك في العملية أكثر من 50 موظفا، جلّهم قادمون من معهد إيفران، حسب المصادر. وأدت هذه الحملة، التي رافقتها عمليات «عبث» بأمتعة السجناء، إلى غضب في صفوف عدد منهم. واعتبر معتقلو السلفية أن الحملة تستهدفهم، وقال عدد من سجناء الحق العامّ، إن إدارة السجن أتلفت عددا كبيرا من الثلاجات التي عمدوا إلى إدخالها إلى المؤسسة بطرق قانونية لتبريد المياه.. واتهموا مدير المؤسسة الجديد بالوقوف وراء هذه الحملة، وقال أحد السجناء، في اتصال مع «المساء»، إنه يطالب فقط بإصلاح ثلاجته، التي أعطبتها الإدارة. ونفى المندوب السامي لإدارة السجون، به، هذه الاتهامات، وقال إنه يراقب بشكل مستمر ومتواصل عمل موظفي السجون. وذكر حفيظ بنهاشم أن أغلب السجناء يميلون إلى اتهام الموظفين بسوء المعاملة، و«هذا شيء معروف»، يضيف المندوب السامي. وبخصوص شكاية المعتقل الرحموني، قال بنهاشم إنه يدعو هذا النزيل ليس فقط إلى توجيه شكايته إلى المندوبية السامية للسجون والجمعيات الحقوقية، بل التوجه بالشكاية مباشرة إلى القضاء. وأكد أن هذه الممارسات التي يتحدث عنه النزيل -في إشارة إلى اتهامه الموظفين بالضرب والركل وسوء المعاملة- لم تعد موجودة الآن في المؤسسات السجنية في المغرب.