عاش كل من عامل الإقليم الجديد لتازة، محمد فتال، ومصطفى الكثيري، المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، ساعات عصيبة، أول أمس الثلاثاء، بعدما تعرض وفدهما ل«حصار» من قبل محتجين في منطقة أجدير ضواحي تازة. وزار الوفد، وسط صعوبات، «مقبرة الشهداء»، حيث يرقد جثمان عباس المسعدي، في وقت لجأت القوات العمومية إلى تطويق المحتجين. وتزامنت هذه الزيارة الرسمية للمنطقة مع احتفالات رسمية بذكرى المقاومة الريفية، التي تعتبر المنطقة إحدى «قلاعها»، إلى حد أنها كانت توصف من قِبل المستعمر ب«مثلث الموت». وعرفت المنطقة إنزالا أمنيا تحسبا لأي طارئ، في ظل احتجاجات تعرفها المنطقة منذ أشهر للمطالبة بالبنيات التحتية الأساسية وبفك العزلة عنها. وقد سبق لأهالي أجدير، في خضمّ هذا «التصعيد»، أن أعلنوا عن إضراب عام في البلدة، قالت المصادر إنه لقيّ نجاحا وصف بالكبير، ولم ي يفتح سوى محل وحيد لبيع الأدوية (صيدلية). وحمل المتظاهرون، أول أمس الثلاثاء، لافتات تطالب ب«رحيل» المندوب السامي للمقاومة، وأخرى تتحدث عن وجود تهميش وعزلة. وتضمن برنامج الوفد الرسمي زيارة مقبرة الشهداء، والتي يوجد فيها قبر عباس المسعدي، أحد رموز المقاومة المغربية ضد الاستعمار. وقالت المصادر إن الساكنة توجهت إلى المقبرة للاحتجاج، لكن تعزيزات أمنية منعتهم، في منتصف الطريق، من الوصول إليها. وتعرضت منصة الوفد الرسمي لتطويق أمني، ولم ينته الحفل الرسمي، الذي يؤرخ لذكرى ال57 لأحداث أجدير، إلا بصعوبة بالغة، دون أن تسجَّل مواجهات بين القوات النظامية والمحتجين الذين يطالبون بإصلاح الطريق الثانوية الرابطة بين بلدتي أجدير وأكنول وتزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب وتوسيع المركز الصحي، الذي يفتقر إلى التجهيزات والأطر الطبية، وكهربة الدواوير المقصية من الإنارة العمومية وربط المنازل بقنوات الصرف الصحي وتوفير ثانوية في المنطقة، للحد من الهدر المدرسي الناجم عن انقطاع مجموعة من الشباب عن الدراسة بعد الفترة الإعدادية.