قرر نسيج جمعوي يتكون من 5 جمعيات تنشط في الأحياء القريبة من المنطقة الصناعية للمحمدية رفع دعوى قضائية ضد وزارة البيئة والشركات المتهمة بتلويث المنطقة، وعلى رأسها المحطة الحرارية التابعة للمكتب الوطني للكهرباء، وشركة «سنيب» المملوكة للملياردير ميلود الشعبي. وقالت هنية حميمون، رئيسة النسيج الجمعوي ل«المساء»، إن جمعيات المناطق المتضررة من التلوث في أحياء «وردة» و«لشهب» و«اولاد حميمون» و«الغزواني» و«الشرفا» قررت التحرك ضد وزارة البيئة والشركات المتورطة في تلويث المنطقة من خلال رفع دعوى قضائية عاجلة، مشيرة إلى أن السكان لاذوا بالصمت طيلة سنوات إلا أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية.
وأضافت حميمون أن الجمعيات بدأت في إعداد عرائض موقعة من السكان، وتستعد حاليا لتنظيم وقفات احتجاجية أمام الشركات المتورطة، موضحة أن التحقيق الذي نشرته «المساء» وضع أمام الجمعيات والسكان أدلة دامغة حول تستر وزارة البيئة على معطيات صادمة تتعلق بالمستويات القاتلة للتلوث بالمنطقة.
من جانبه، قال موسى المجذوب، الفاعل الجمعوي بالمنطقة، إن الانبعاثات الصادرة عن الشركات الصناعية بالشريط الساحلي بين المحمدية والبرنوصي وعين السبع قتلت جميع مظاهر الحياة الطبيعية، وحولت السكان إلى أشباح جراء الأمراض الفتاكة الناتجة عنها، مشيرا إلى أن حي الوردة لوحده، والذي لا يتعدى عدد سكانه 200 نسمة، يضم 7 أشخاص أصيبوا بالشلل، إلى جانب عدد كبير من الأمراض الأخرى التي تتوزع بين السرطان والربو والقصور الكلوي وضعف البصر.
واعتبر المجذوب أن الوقت قد حان للوقوف في وجه من حولوا مدينة الزهور إلى مدينة القبور، وعلى رأسهم الشركات التي ظلت تنفث سمومها في هواء المنطقة وفي شواطئها التي كانت حتى الأمس القريب من بين أجمل الشواطئ في المغرب، مؤكدا أن عددا كبيرا من شباب المنطقة فقدوا مورد رزقهم جراء التلوث بعدما هجرت الأسماك معظم السواحل القريبة من المنطقة الصناعية.
وذهب محمد المختاري، نائب رئيس جمعية الصيد بالقصبة والبيئة، التي تنشط في الأحياء القريبة من شاطئ «زناتة الكبرى»، في الاتجاه نفسه، حيث انتقد طريقة تعامل السلطات مع ملف التلوث في المنطقة. واتهم المختاري الوحدات الصناعية الكبرى بوضع مخطط لقتل جميع مظاهر الحياة في الشريط الساحلي، خاصة بين عين السبع والمحمدية، مؤكدا أن سكان الأحياء المجاورة للوحدات الصناعية يستنشقون سنويا أطنانا من المواد الملوثة.
وأشار المختاري إلى أن الجمعية ستنسق مع باقي الجمعيات الفاعلة في المنطقة من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المتورطين في هذا الملف.
وكانت «المساء» نشرت، نهاية الأسبوع الماضي، تحقيقا صادما حول التلوث في الشريط الصناعي المحمدية البرنوصي عين السبع، وخلصت فيه إلى تورط المحطة الحرارية وشركة «سنيب» ووزارة البيئة في هذه القضية.
وردا على ما جاء في التحقيق، أكد محمد الركبة، المدير العام ل»سنيب»، أن الشركة غير معنية بمسألة التلوث في المنطقة، مشيرا إلى انخراطها في برنامج لحماية البيئة واحترام المعايير المعمول بها في هذا المجال، وكذا في الميثاق البيئي لمجموعة «يينا هولدينغ»، وهو ما مكنها من الحصول على الجائزة الأولى للمحافظة على البيئة في إطار البرنامج الألماني ج.ط.ز.