سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عودة السيبة إلى الجامعات.. «قطع» أيدي وأرجل طلبة في «محاكم شعبية» أسلحة بيضاء ومواجهات عنيفة بين الأمازيغيين والقاعديين وتنظيم سري ينشر على الأنترنيت لائحة مطلوبين والداخلية تقدم رواية أخرى
تعيش جامعات مراكشومكناس والراشيدية وأكادير، في الأيام الأخيرة، على وقع صراعات دموية طاحنة بين طلبة الحركة الأمازيغية وفصيل النهج الديمقراطي القاعدي استعلمت فيها السيوف والسكاكين والهراوات. وأسفرت الحصيلة الأولية لهذه المواجهات عن قطع يدَي ورجلَي طالبين، أحدهما في جامعة مراكش والثاني في جامعة مكناس، وهما محسوبان على التيار القاعديّ، حسب ما أعلِن عنه من قِبل ناشطين في الحركة الأمازيغية. ويوجد الطالب ابراهيم بوعام في وضعية صحية حرجة في مستشفى مراكش بسبب محاولة قطع يديه ورجليه، فيما التزمت السلطات الصمت في هذه القضية كما لو أن البلاد عادت إلى زمن «السيبة». وقد بثّت هذه الحركة، التي يعود دخولها إلى الجامعة كمكون ثقافي إلى جانب فصائل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، أشرطة فيديو على الأنترنت قالت فيها إن «المحاكم الشعبية الأمازيغية» قد أعلنت الحرب على من سمتهم مروجي «الفكر البعثي القومي في المغرب». وظهر على صفحات «فايسبوك» عدد من نشطاء القاعديين في الجامعة ممن اعتبرتهم هذه «المحاكم الشعبية» هدفا لها في المستقبل، في كل من مكناس والراشيدية. وقرئ ظهور هذه «المحاكم» على أنه بوادر «انزياح» في خطاب الحركة الأمازيغية. وتعتبر هذه أول مرة يظهر فيها إلى العلن وجود «محاكم شعبية أمازيغية» في الجامعات المغربية، وهو عبارة عن تنظيم أشبه ما يكون ب«تنظيم سري» للحركة الأمازيغية في الجامعة، يقوم برصد خصوم هذه الحركة وضرب أرجلهم وأيديهم بأسلحة بيضاء، في إشارة إلى أن الهدف من وراء هذه الاعتداءات هو «شل حركة» الطرف الآخر.. وتزامن الإعلان عن هذه «المحاكم» مع بداية موسم جامعيّ متوتر في عدد من المواقع الجامعية. ويَعتبر بعض اليساريين أن طروحات للحركة الأمازيغية حول القضية الأمازيغية تُحرِّف قضية الصراع الطبقي وتغلّف هذه القضية بلبوس عنصري وشوفينيّ، وتخدم بذلك أجندات أعداء الطبقات الكادحة، بينما يورد بعض دعاة الحركة الأمازيغية أن بعض اليساريين في الجامعة يروّجون لفكر قوميّ بعثي ناصريّ لا يؤمن بالتعدد والاختلاف، ويصفون هؤلاء ب«المتياسرين» و«فلول حزب البعث في المغرب». من جهتها، قدمت وزارة الداخلية رواية أخرى لهذه القضية ونفت وجود أي مجموعة تطلق على نفسها «المحكمة الشعبية الأمازيغية». مضيفة، في بلاغ صدر أمس الاثنين، أن حادثة مراكش تتعلق بنزاع «نشب يوم 27 شتنبر الماضي بمقصف كلية العلوم بمراكش بين طلبة منتمين إلى ما يدعى الفصيل الأمازيغي، وآخرين مما يسمى الفصيل القاعدي، ما أدى إلى إصابة طالب محسوب على الفصيل القاعدي بجروح على مستوى رجله وبطنه، وتم نقله إثر ذلك على متن سيارة الإسعاف التابعة للوقاية المدنية إلى مستشفى ابن طفيل لتلقي العلاجات الضرورية»، وأضاف البلاغ أن «المصالح الأمنية، تحت إشراف النيابة العامة، فتحت تحقيقا في النازلة لتحديد المسؤوليات طبقا لما ينص عليه القانون».