تستعد إسرائيل لاجتياح لبنان من جديد لضمان جبهة الشمال في فلسطينالمحتلة خارج دائرة المعركة المرتقبة مع إيران بشكل مباشر ومع خلاياها النائمة في بعض دول الجوار مع إسرائيل، وتأتي في المرتبة الأولى لبنان وحزب الله المسيطر على الجنوب اللبناني المتاخم للحدود الإسرائيلية في فلسطينالمحتلة. ورد على صفحات «يديعوت أحرونوت»، الصحيفة الإسرائيلية الأولى، خبر يقول، «على لسان مصادر وصفتها بكونها رفيعة المستوى في تل أبيب، إن حزب الله يطور ما أسماه بسلاح الجو الخاص به، الأمر الذي يُشكل، حسب المصدر، خطرا استراتيجيا على تل أبيب إذا اندلعت مواجهة عسكرية جديدة بين الطرفين، على حد تعبيره. من ناحية أخرى، وفي مسار توافقي بين المؤسسة العسكرية والإعلامية في إسرائيل، اتهم الوزير الإسرائيلي إيهود باراك القيادة الإيرانية بكونها غير عقلانية وفقا للمفهوم الغربي للكلمة. أما في ما يتعلق بسلاح الجو التابع لحزب الله، فقد قال المسؤول: إن الدولة العبرية تتوجس من تطوير حزب الله اللبناني لقدراته الجوية العسكرية، وإنه في حال توجيه ضربة عسكرية إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية فإن حزب الله سيحاول إدخال طائرات صغيرة الحجم. وفي نفس السياق المتواصل بين الساسة في إسرائيل ومنابر إعلامهم، فقد أضاف محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، بيرغمان، أن (أبابيل) هي، عمليا، طائرة صغيرة من دون طيار طورتها الصناعات الجوية الإيرانية، وأنه توجد عدة أنواع من هذه الطائرة. وأشار المصدر الأمني أيضا إلى أن ثمة أفضلية أخرى بالنسبة إليهم وهي أن (أبابيل) طائرة صغيرة جدا ويصعب رصدها، كما أن إسقاطها ليس سهلا. وحسب الصحيفة العبرية، فإن حزب الله حصل على الطائرات المذكورة عام 2002 وأقام عرضا عسكريا في المرة الأولى، وهو ما كشف أن بينها نوعا قادرا على حمل رأس حربي يزن عشرات الكيلوغرامات من المتفجرات، ولفتت إلى أن التخوف ينطلق من مدى نجاح حزب الله في إدخال عدد كبير من هذه الطائرات إلى الأجواء الإسرائيلية خلال الحرب وتفجيرها بأهداف في شمال الدولة العبرية. وحسب المسؤول نفسه، فإن المنظمة اللبنانية تُركز كثيرا على التزود بأدوات كهذه، كجزء من منظومته القتالية استعدادا لاحتمال نشوب حرب ضد دولة الاحتلال؛ في حين كانت هناك مصادر أخرى في تل أبيب تقول إن إعلان حزب الله عن امتلاكه لمثل هذه الطائرات وإمكانية تحليقها فوق أجواء إسرائيل إنما هو لأغراض دعائية بالأساس، مثلما حدث في أبريل من عام 2005 حين قام حزب الله بإرسال طائرة استطلاعية كهذه ونجحت في التسلل إلى إسرائيل والوصول إلى مدينة نهاريا الساحلية والعودة إلى جنوب لبنان، وإن حزب الله اهتم بالنشر الإعلامي عن ذلك بشكل واسع سابقا، واتضح أن الأمر ما هو إلا حرب نفسية استباقية لا أكثر من مقدمات الحرب النفسية التي تسبق المواجهة. وزعمت الصحيفة أن حزب الله حاول استخدام هذه الطائرة خلال الحرب العدوانية على لبنان في صيف عام 2006؛ وفي 14 غشت أرسل طائرتين من هذا الطراز تحملان مواد متفجرة بزنة 40 إلى 50 كيلوغراما بهدف الإلقاء بتلك الحمولة على أهداف إسرائيلية استراتيجية لتفجيرها، لكن سلاح الجو الإسرائيلي كشف الطائرتين الصغيرتين وأطلقت طائرة مقاتلة من طراز (F16) صاروخ (بنتر) وفجرت إحدى الطائرتين بينما تحطمت الطائرة الأخرى. وأوضح خبراء في جيش الاحتلال للصحيفة أن منظومة المضادات الجوية الإسرائيلية التي تشمل أنواعا من الأسلحة لحماية الأجواء الإسرائيلية، تبذل جهدا منذ سنتين من أجل ملاءمة طريقة القتال مع ما أسمته المصادر «هذا التهديد المتصاعد». وتبقى التكهنات والتأويلات بين طرفي النزاع مجهولة ولا تحسمها إلا المواجهة وبعدها تكون الكلمة الأخيرة. وعلينا هنا أن نلفت إلى أن الإعلام الإسرائيلي ليس بمثابة السلطة الرابعة في تل أبيب بل إنه يوازي السلطة التنفيذية وقواتها التي تجتاح وتنفذ المهام القذرة في أي بقعة من الأرض، حيث إن الإعلام الإسرائيلي هو من يستبق المعركة، ثم يأتي بعدها في محاولة فاشلة منه لتغطية وحجب الجريمة التي ترتكبها جنود إسرائيل عن أعين الرأي العام، ولاسيما الدولي كما حصل في مجزرة صبرا وشاتيلا التي تبذل إسرائيل وماكينتها الإعلامية حتى يومنا هذا جهدا جهيدا لتحليلها من المسؤولية وتبرئة جيشها من الجريمة التي استهدفت الإنسانية بمجملها. خبير إعلامي