غادرت ياسمين المغرب إلى قبرص وكل أملها أن تعمل في تنظيف المنازل، لكنها سرعان ما تعرضت للاغتصاب من قبل من قاموا بتهريبها لإرغامها على العمل في الدعارة، وهي ليست سوى واحدة من نساء عديدات أدلين بشهاداتهن خلال مؤتمر حول المتاجرة بالبشر في نيقوسيا. وقالت المغربية ياسمين ابنة التسعة عشر عاما: «كنت أحلم بأن أتزوج ممن أحب. وفي يوم التقيت بامرأة عرضت علي العمل في قبرص، قالت إنني سأقوم بتنظيف المنازل مقابل 20 أورو في اليوم. كانت تلك ثروة بالنسبة إلي». وأضافت ريتا سوبرمان رئيسة وحدة مكافحة تهريب البشر في الشرطة القبرصية وهي تقرأ رسالة ياسمين: «أحضرت لي المرأة عقدا مكتوبا بالعربية الفصحى لم أستطع قراءته لكني وثقت بما وعدتني به ووقعت العقد». عندما وصلت ياسمين إلى قبرص استقبلها رجل قال إنه وكيلها وأبلغها أنها مدينة له بألف أورو كبدل سفر. وقالت ياسمين: «قال لي إن علي أن أعمل لأوافيه بالمبلغ وإن العمل في الكباريه يعني أن أجلس مع الزبائن وأشرب معهم، وإذا أرادوا ممارسة الجنس علي أن أذهب معهم.. بدأت أصرخ وأبكي، قلت له إنني مسلمة وإنني عذراء ولا يمكن أن أقوم بهذا العمل». وفي أحد الأيام جاء السائق الذي أحضر ياسمين من المطار وأخذها إلى فندق حيث اغتصبها. وتابعت الفتاة المغربية: «فقدت عذريتي. لم يعد باستطاعتي العودة إلى بلدي. أخي سيقتلني ولا أستطيع أن أتزوج بمن أحب. لا يمكنني العودة أبدا إلى بلدي أو رؤية عائلتي بعد اليوم». وقالت ريتا سوبرمان: «رغم أن هؤلاء النسوة يأتين من مجتمعات مختلفة وينتمين إلى ثقافات مختلفة، فإن الجرائم التي ترتكب في حقهن هي نفسها». ثم قرأت الشرطية المختصة تفاصيل ما حدث لشابة تدعى مرسيدس لم تعلن عن جنسيتها. قالت الشابة في روايتها: «في إحدى الليالي قادني أحد الزبائن إلى منزل. كان هناك عشرة رجال في انتظاري. اغتصبوني واحدا بعد الآخر. حتى إنهم استخدموا قنينة لإيذائي». وأضافت: «منذ ذلك الحين وأنا أعاني من مشكلات صحية عدة. كان هؤلاء الرجال يستمتعون وهم يشاهدونني أتألم». وأكدت المنظمات غير الحكومية التي تعمل على مكافحة المتاجرة بالنساء يوم الجمعة الماضي أن هذه التجارة باتت مزدهرة في قبرص، حيث ألغت الحكومة ما يسمى «تأشيرات الفنانات» التي كانت تسهل هذه العمليات المربحة، لكن المشكلة لا تزال متجذرة، وتم إصدار حوالي ثلاثة آلاف من هذه التأشيرات في 2007. وقالت ريتا سوبرمان إن «قبرص باتت مقصدا لضحايا المتاجرة بالنساء وخصوصا لاستغلالهن جنسيا». وأضافت أنه كان يتم إحضار الضحايا عادة من شرق أوروبا مثل مولدافيا وأوكرانيا، أما اليوم فنشهد تغيرا، حيث يتم إحضار شابات كثيرات من الدول النامية مثل الفلبين وأمريكا اللاتينية والمغرب وسوريا. ورحبت منظمات مكافحة المتاجرة بالنساء بإلغاء تلك التأشيرات اعتبارا من الأول من شهر نوفمبر 2008 الذي شكل «صفعة كبيرة» لأصحاب الكباريهات كما يقول المحامي هاريس ستافراكيس من منظمة «ستوب». لكن ينبغي البقاء متيقظين كما يقول: «لأن التجار يبتدعون الوسائل لأن هذه التجارة مربحة جدا». وذكر موفد من منظمة مولدافية أن هناك إعلانات متزايدة تدعو النساء إلى الاستفادة من تأشيرة سياحية إلى قبرص بدلا من المجيء بوصفهن راقصات. ولكن الراقصات غالبا ما يرغمن على ممارسة الجنس مع الزبائن.