في صباح ذلك اليوم، لم يكن الضحية يعلم أنه سينتقل إلى دار البقاء بعد عودته من الدراسة، لم يكن يدور بخلده يوما أن نهايته ستكون على يد أحد التلاميذ، فقد حمله قدره المحتوم إلى تلقي طعنة قاتلة، في لحظة اشتباك مع أحد الأصدقاء بعد خلاف بسيط، ولم يكن الجاني يدرك أنه سيتحول في لحظة إلى مجرم، ويتسبب في وفاة أحد زملائه. فقد كانت نهاية الصراع جريمة قتل راح ضحيتها تلميذ في مقتبل العمر فيما دخل زميله إلى السجن حيث سيقضي سنوات من عمره وراء القضبان. أُشعرت عناصر الضابطة القضائية بمركز الدرك بحد السوالم التابع لسرية برشيد, هاتفيا, من طرف أحد المواطنين بإصابة تلميذ بطعنة سكين من طرف تلميذ آخر. وأضاف صاحب البلاغ أن مجموعة من المواطنين يحاصرون الجاني لمنعه من الفرار. وفور سماعها الخبر، هرعت عناصر الضابطة القضائية إلى مسرح الجريمة لمعاينة الحادث، حيث وجد رجال الدرك التلميذ ملقى على الأرض، يحمل جرحا غائرا في الجهة اليسرى من صدره، فيما ألقت القبض على الجاني. تصريحات الشهود بعد المعاينة شرعت عناصر الضابطة القضائية في إجراء تحقيق ميداني لمعرفة ملابسات الحادث، وقد تطلب الأمر الاستماع إلى بعض الشهود الذين عاينوا الحادث الأليم، فقد صرح أحد الشهود الذي كان قريبا من مكان الحادث أنه سمع بنبأ إصابة الضحية فالتحق بالمواطنين الذين تجمعوا حول المصاب، الذي كان ممددا على الأرض ينزف دما، وقد تم نقله على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى، ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة في الطريق. ولتعميق البحث كان لا بد من الاتصال بأحد أقارب الضحية، وفي هذا الإطار أفادت والدة الهالك أن ابنها غادر المنزل صباحا في اتجاه الإعدادية، ولكنها صعقت عند سماعها خبر تعرضه لطعنة سكين من طرف أحد التلاميذ حوالي الساعة العاشرة صباحا. مضيفة أنها انتقلت على وجه السرعة إلى مكان الحادث لتفاجأ بابنها وهو ينزف دما، وأنها لم تتمالك نفسها من هول المشهد. من جهته، صرح شقيق الجاني بأن أخاه دخل في اشتباك مع الضحية، بعد تبادل الشتم والقذف، وأخرج بعد ذلك سكينا من جيبه وضرب به زميله، فانتزعه منه، وطعنه به في صدره. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أخذ الضحية حجرا وأراد أن يرشق به خصمه رغم إصابته البليغة، لكنه فقد توازنه وسقط أرضا. الاستماع إلى المتهم كان المتهم يتابع دراسته في السنة الثامنة أساسي بثانوية أولاد حريز بحد السوالم، ولم يكن يدرك يوما أنه سيجد نفسه متهما في جريمة قتل، وعند استنطاقه أفاد بأنه كان يوم الحادث ينتظر صديقا له عندما حضر شقيقه رفقة الضحية، الذي كان على عداوة دائمة معه، واشتبكا بعد مشادة كلامية، تطورت إلى حد ارتكاب جريمة قتل، مفيدا أنه تعرض لتهديد الضحية الذي حمل سكينا وأراد طعنه، لولا تدخل شقيقه الذي فض النزاع، وعندما هم بالانصراف، تعقبه الضحية وضربه بسكين في مرفقه، وبعد مقاومته له، تمكن من نزع السكين من يديه، وطعنه به مرتين في الجهة اليسرى من صدره، مؤكدا أنه لم يكن في نيته أن يقتله. وبعد الاستماع إلى تصريحات الجاني أصدرت المحكمة أمرها بمتابعته بالضرب والجرح العمدين بالسلاح المؤديين إلى الموت دون نية إحداثه، بعد إعادة تكييف جناية القتل العمد، وتمت إحالة المتهم على غرفة الجنايات بابتدائية سطات. 7 سنوات سجنا نافذا أدانت محكمة الاستئناف بسطات المتهم بسبع سنوات سجنا نافذا وأحيل على مركز الإصلاح والتهذيب بالسجن الفلاحي بعين علي مومن بمدينة سطات. نهاية حزينة لتلميذين كانا يحلمان بغد دراسي مشرق، قبل أن ينهيا دراستهما بموت أحدهما ودخول الثاني إلى السجن.