أحمد بوستة كانت عشر دقائق كافية أمام رئيس جهة الدار البيضاء، شفيق بنكيران، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، لإعادة انتخابه من جديد على رأس الجهة، إذ حصل على 80 صوتا مقابل 15 صوتا لمنافسه عبد الكريم معزوزي، عن حزب الأصالة والمعاصرة. وكاد ترشح معزوزي أن يربك جميع الحسابات والتحالفات، التي تشكلت قبل بداية عملية الاقتراع، خاصة بين التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة، لكن أحد أعضاء حزب «التراكتور» أكد أن معزوزي لم يترشح باسم الأصالة والمعاصرة، ولكن كعضو في غرفة الصناعة والتجارة والخدمات في المحمدية، ما جعل الأجواء تهدأ قليلا داخل قاعة الانتخابات في مقر ولاية الدار البيضاء، في انتظار الإعلان الرسمي عن النتيجة النهائية، وبمجرد ما تم الإعلان عن بنكيران رئيسا للجهة، بدأ الأخير يتلقى التهاني من جميع الأعضاء. وكان تخوف بعض أعضاء الأصالة والمعاصرة من أن يترشح أي اسم لمزاحمة عزيز لمرابط، الذي دخل هذه الانتخابات باسم حزب «التراكتور»، لكن ذلك لم يحدث، ليدخل لمرابط هذه الانتخابات كمرشح وحيد وهو ما سهل عليه مأمورية الفوز بمنصب النائب الأول لرئيس الجهة. وعكس لمرابط، وجد محمد الداهي عن حزب الاتحاد الدستور، نفسه وجها لوجه مع مرشح حزب الاستقلال محمد فهيم، حيث كانت المنافسة شرسة بين الطرفين، ولم يكن أحد يمكنه أن يتوقع النتيجة التي ستسفر عنها صناديق الاقتراع، إلا أنه خلال بداية فرز الأصوات، بدأ يظهر جليا أن الداهي سيتمكن من الفوز بمنصب النائب الثاني لرئيس الجهة، ما جعل محمد فهيم، وقبل أن تنتهي عملية فرز الأصوات، يسارع نحو الداهي من أجل تهنئته. وأكد مصدر ل«المساء» أنه كان من المتوقع أن يتقلد الداهي مهام النائب الثاني، خاصة أنه كان مدعوما من قبل مجموعة من أعضاء الجهة. وكادت أشغال انتخابات جهة الدار البيضاء أن تعلق إلى وقت لاحق، بسبب شد الحبل الذي وقع خلال انتخاب النواب عن طريق اللوائح، حيث حصلت لائحة عبد اللطيف موطيب من الأصالة والمعاصرة، وعبد اللطيف حرشيش من الاتحاد الدستوري والمنتصر الإدريسي من حزب الاستقلال، على 8 أصوات لكل لائحة، وهو ما جعل الجميع أمام إشكال قانوني، لأن حصول لائحة على 8 أصوات يعني، بشكل آلي، حصولها على مقعدين. وبعد مشاورات طويلة، تمت تزكية اللائحة التي تضم الأكبر سنا، الشيء الذي لم يرفضه المنتصر الإدريسي، لكن ذلك لم يكن كافيا لإعادة الانتخابات من جديد ليكون حزب الاستقلال هو الخاسر الأكبر في انتخابات جهة الدارالبيضاء، لأنه لم يتمكن من الحصول على أي مقعد داخل المكتب المسير للجهة. وحصلت لائحة سعيد التدلاوي على 21 صوتا لينتخب نائبا ثالثا للرئيس، وحصلت لوائح محمد الحدادي والشرقي فرحان وكمال صبري على 14 صوتا لكل لائحة، ليتم انتخابهم نوابا للرئيس، فيما حصلت لائحة ممثلي المأجورين على 10 أصوات، لينتخب وكيلها محمد ميسور نائبا سابعا للرئيس.