نشرة إنذارية: هبات رياح محليا قوية وتساقط الثلوج بعدد من أقاليم المملكة    الجامعة الوطنية للصحة بالمضيق-الفنيدق تصعّد ضد تردي الوضع الصحي    تطوان: اختتام المرحلة الأخيرة من برنامج تكوين حرفيي النسيج والجلد    توقيف مشتبه فيه بوزان بعد تورطه في جريمة قتل واعتداء بالسلاح الأبيض    ناس الغيوان تلهب حماس الجمهور في حفل استثنائي في ستراسبورغ    طهاة فرنسيون مرموقون: المطبخ المغربي يحتل مكانة متميزة في مسابقة "بوكوس دور"    بما فيها "الاستبعاد المدرسي".. "الصحة" و"التعليم" تطلقان تدابير جديدة في المدارس لمواجهة انتشار الأمراض المعدية    بعد النتائج السلبية.. رئيس الرجاء عادل هالا يعلن استقالته من منصبه    حماس: عودة النازحين هي انتصار لشعبنا وإعلان فشل وهزيمة الاحتلال ومخططات التهجير    المغرب يفاجئ الكاف بإضافة ثلاثة ملاعب لاستضافة كأس أمم إفريقيا 2025    الدفاع الجديدي يطالب بصرامة تحكيمية ترتقي بالمنتوج الكروي    مسرح البدوي يخلد الذكرى الثالثة لرحيل عميد المسرح المغربي الأستاذ عبدالقادر البدوي.    الرباط على موعد مع الإثارة : قرعة كأس أمم إفريقيا 2025 تشعل الأجواء!    مصرع خمسة عمال جراء انفجار بأحد الانفاق بتارودانت    هروب جماعي من سجن في الكونغو    "لوبيات" ضغط أوربية تلعب ورقة "الكادميوم" لكبح صادرات الأسمدة المغربية    كأس إفريقيا للأمم…تصنيف المنتخبات في القرعة    مشاهير مغاربة يتصدرون الترشيحات النهائية ل "العراق أواردز"    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد "أسدرم " تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    بورصة البيضاء تفتتح التداولات بارتفاع    المعارضة تطالب باستدعاء التهراوي    21 مطلباً على طاولة الوزارة.. المتصرفون التربويون يخرجون للاحتجاج ويهددون بالتصعيد    المنتخب المغربي لكرة القدم لأقل من 17 سنة ينهزم وديا أمام غينيا بيساو    "الكاف" يعقد اجتماع بالرباط لمناقشة عدة نقاط أبرزها "كان المغرب 2025"    البواري: إحصاء القطيع خطوة أولى لمواجهة أزمة الماشية وتحديد الخصاص    متى تأخر المسلمون، وتقدم غيرهم؟    المال من ريبة إلى أخرى عند بول ريكور    لأول مرة في تاريخه.. المغرب يدخل عصر إنتاج الغاز الطبيعي المسال    أمطار وزخات رعدية متوقعة في عدة مناطق بالمغرب مع طقس متقلب اليوم    انتشال جثث 5 ضحايا من نفق سد المختار السوسي بتارودانت.. وخال كاتب دولة من بين الضحايا    ماذا يقع في وزارة النقل؟.. هل يواجه الوزير قيوح عناد "العفاريت والتماسيح"؟    مؤثر إسباني: شغف المغاربة بكرة القدم الإسبانية يجعلني أشعر وكأنني واحد منهم    الولايات المتحدة تعلن تمديد وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير    ريدوان يهدي المنتخب المغربي أغنية جديدة بعنوان "مغربي مغربي"    نقابة التعليم العالي تدين توقيف أستاذين بجامعة محمد الخامس وتدعو إلى سحب القرار    إضراب واعتصام أمام الادارة العامة للتكوين المهني لهذا السبب    الكرملين ينتظر إشارات من واشنطن لاجتماع محتمل بين بوتين وترامب    انتشال جثتين من سد المختار السوسي فيما لازال البحث جاريا عن 3 مفقودين    كيوسك الإثنين | شركة ألمانية تنخرط في مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا    وفد عسكري مغربي يزور مؤسسات تاريخية عسكرية في إسبانيا لتعزيز التعاون    انخفاض أسعار الذهب مع ارتفاع الدولار    الصين: قدرة تخزين الطاقة الجديدة تتجاوز 70 مليون كيلووات    وعود ترامب الثلاثة التي تهم المغرب    طلبة الطب والصيدلة يطالبون بتسريع تنزيل اتفاق التسوية    تراجع أسعار النفط بعد دعوة الرئيس ترامب أوبك إلى خفض الأسعار    تايلاند تصرف دعما لكبار السن بقيمة 890 مليون دولار لإنعاش الاقتصاد    بدء عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة    برودة القدمين المستمرة تدق ناقوس الخطر    شكاية سيدة وابنتها حول النصب والاحتيال والابتزاز ضد رئيس جماعة على طاولة وكيل الملك بابتدائية سيدي بنور    ندوة ترثي المؤرخة لطيفة الكندوز    حريق جزئي في بناية 'دار النيابة' التاريخية بطنجة بسبب تماس كهربائي    تراجع للدرهم أمام الأورو.. و4% نمو سنوي في الاحتياطيات    جمعوية: الكلاب المتخلى عنها الأخطر على المواطنين مقارنة بالضالة    شبكة صحية تنتقد الفشل في التصدي ل"بوحمرون" وتدعو لإعلان حالة طوارئ صحية    غياب لقاح المينانجيت في الصيدليات يعرقل سفرالمغاربة لأداء العمرة    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشنا: لا أحلل ما حرم الله ومسؤولون كبار تخلوا عن أبنائهم من أمهات عازبات
قالت إن نصف مليون طفل ولدوا خارج مؤسسة الزواج في الدار البيضاء ونصف الأطفال المغاربة سيكونون «أبناء زنا»
نشر في المساء يوم 24 - 09 - 2012

«اللي في قلبي على لساني»، وبالفعل كانت عائشة الشنا أو «الحاجة» كما تحب أن ينادى عليها في هذا الحوار
صريحة وعفوية دون أن تؤذي صراحتها أحدا. فتحت رئيسة جمعية التضامن النسوي، الفاعلة التي تنشط منذ أكثر من3 عقود، قلبها ل«المساء» لتؤكد أن ولادة نصف مليون طفل خارج إطار الزواج في مدينة الدار البيصاء لوحدها هو بمثابة ناقوس خطر. وتطالب الشنا المسؤولين في موقع القرار بالتحلي بالشجاعة واتخاذ قرارات جريئة لأن التمادي في إقصاء هذه الفئة من خريطة الاهتمام سيكون ثمنه فادحا.
- قلت مؤخرا في تصريح لك إن نصف الأطفال المغاربة سيكونون أبناء زنا خلال ال20 المقبلة، ما هي الأمور التي استندت إليها في هذه التوقعات؟
إنها الحقيقة التي لا يمكن حجبها، فدراسة لجمعية أنصاف أنجزت عام 2010 كشفت أن نصف مليون طفل مغربي ولدوا ما بين 2003 و2009 دون أن يعرف لهم أب أو أم، إذ يعثر عليهم مرميين في الشوارع أو في صناديق القمامة، وفي الدارالبيضاء وحدها هناك 27 ألفا و199 طفلا عثر عليهم في مدينة الدار البيضاء، نحن الآن في عام 2012، ومن المؤكد أن هذا العدد ارتفع، وحين قلت إن 50 من الأطفال سيولدون خارج مؤسسة الزواج خلال ال20 سنة المقبلة، أردت أن أثير انتباه المجتمع المغربي إلى واقع خطير نعيشه وبعث رسائل إلى المسؤولين الذين لم يأخذوا على محمل الجد معالجة إشكالية إثبات النسب للأطفال «المتخلى عنهم» من «أمهات عازبات».
- ومن هم المسؤولون الذين تقصدين بكلامك؟
«أنا ما عندي فرق لا بين حكومة بن كيران ولا بين حكومة عباس الفاسي ولا جطو ولا اليوسفي» أنا كفاعلة جمعوية أطالب أي مسؤول من موقع قراره بأن يتخذ قرارات حاسمة من شأنها ضمان حقوق الأمهات العازبات وأطفالهن بما يوفر لهم العيش الكريم والاندماج في المجتمع.
- التقيت مؤخرا بمصطفى الرميد وزير العدل، ما هو النقاش الذي دار بينكما؟
لم يكن اللقاء الذي جمعني بالسيد مصطفى الرميد رسميا، بل إن الصدفة فقط هي التي جمعتنا وأثرت معه موضوع الأطفال المتخلى عنهم من أمهات عازبات وطلب منا كجمعيات فاعلة أن نضع دراسة، وكان جوابي بأن الدراسة يجب أن تقوم بها وزارته بحكم موقعه والإمكانيات اللوجستيكية المتوفرة لديهم.
- ألا يزعك وصف هؤلاء الأطفال ب»أبناء الزنا»؟
هناك من يجهر بالأمر علنا وهناك من يردده سرا، والخطأ في اعتقادي راجع إلى الفصل 446 من القانون الجنائي المعمول به في المحاكم المغربية، والذي يشير إلى أن الطفل المولود خارج إطار الزواج يعد قانونيا ابن زنا ما دام لم يعترف به الأب الطبيعي، والقانون المغربي يعتبر الأم العازبة «باغية» ويمكن أن يحكم عليها بالحبس لمدة ستة أشهر.
- وما هو الحل في نظركم؟
المسؤولية ملقاة على عاتق المسؤولين، ويجب عليهم التحلي بالشجاعة من أجل اتخاذ قرارات جريئة تهم «الأمهات العازبات والأطفال المتخلى عنهم» تضمن لهؤلاء حقوقهم وتكفل لهم العيش الكريم، لأنه لا يعقل أن تظل الجمعيات العاملة في حقل المرأة والطفل هي من يتحمل وحدها وزر هذا الملف.
- نفهم أن الحل والعقد يبقى في الفصل 446؟
يجب على وزارة العدل، وأيضا المشرعين والفقهاء، العمل على تغيير الفصل 446 من القانون الجنائي الذي يتناقض مع مدونة الأسرة لسنة 2004 التي أشارت إلى اختبار الحمض النووي من أجل إثبات النسب وإلحاق الابن بأبيه قانونيا ومع روح دستور 2011 الذي جعل من المجتمع المدني قوة اقتراحية.
- لكن مطالبكم هذه تضعكم موضع اتهام بتمييع المجتمع المغربي؟
لا يمكنني وأنا أعيش في دولة إسلامية أن أحلل ما حرم الله. هناك آية صريحة تقول:(ادعوهم لآبائهم) «وازمان كان عند المغاربة الإلحاق والنصابة، فقد كان الرجل المغربي يسافر كثيرا وقد يتزوج بالفاتحة بأكثر من امرأة وعندما تلد المرأة يلحق الإبن بنسبه. «واش بغاونا نطيحوا في زنا المحارم»، هناك حالات وردت علينا في الجمعية تبين فيها أن أخا تزوج بأخته وآخر بابنته.
- هل يعني أن هناك تقصيرا..؟
مجتمع اليوم ليس هو مجتمع الأمس.. إن كثيرا من المسؤولين لا يسايرون التصور الحداثي لملك البلاد الذي يقود دينامية الإصلاحات بالمغرب. على كل مسؤول من موقعه إنتاج قوانين تجيب عن المشاكل التي يعرفها المجتمع المغربي عوض العمل بقوانين جامدة قد تجعل 50 في المائة من الأطفال المغاربة يولدون خارج مؤسسة الزواج خلال ال20 سنة المقبلة، علما أن رقم نصف مليون المشار إليه سابقا هو رقم أبيض، وقد تكون هناك أرقام سوداء تفوق العدد الذي توصلت إليه الدراسة..
- أليست هناك مبالغة من طرفكم في الرقم المذكور؟
أتمنى أن أكون مخطئة، ولكن إذا استمر الوضع على ما هو عليه فالأسوأ هو الذي سأتوقعه، إنها الحقيقة التي لا يمكن حجبها بالغربال، فالتمادي في إقصاء هذه الفئة من خريطة الاهتمام قد تكون غير محمودة العواقب.
- بمعنى..؟
إنتاج جيل من المعقدين والمنحرفين الذين لن يرحموا المجتمع مستقبلا مادام هذا الأخير لم يرحمهم، هؤلاء «الأطفال المتخلى عنهم» لا يتمتعون بالمواطنة الكاملة وسيأتي اليوم الذي سيقاضون فيه الدولة المغربية على ذلك لأنها حرمتهم من حق إلحاقهم بنسب آبائهم الطبيعيين. هناك اتصالات أتلقاها من سيدات يؤكدن لي أنهن أمهات أطفال متخلى عنهم وأنهن لو أفصحن عن أسماء آباء أولادهن الطبيعيين «غادي نتخلع». وبالمناسبة أنا أحيي شجاعة تلك السيدة التي قاضت مسؤولا برلمانيا.
- أفهم من كلامك أن مسؤولين كبارا في الدولة مورطون في إنجاب أبناء خارج مؤسسات الزواج؟
دعيني أقول لك إن هؤلاء المتصلات أردن إخباري ببعض الأسماء الوازنة، لكني رفضت لأني «خفت شي انهار نفضح شي اسم وأنا كنهضر بزاف».
- وماهي مسؤولية الأسرة المغربية في هذه القضية؟
هناك عقلية ذكورية تسهر على تربية الذكر داخل الأسرة المغربية يجب أن تتغير، نحن من يزرع النظرة الدونية للمرأة في ذهن الرجل، مثل أن نردد على مسامعه: «أنت كسيف الذهب»، «يخرج راه راجل» وغيرها... أنصح الآباء والأمهات أن يكونوا قريبين من بناتهم وأن يزرعوا الثقة داخلهن حتى يتجنبوا الوقوع في الخطأ، علينا أيضا تعميم التربية الجنسية في المدارس.
- مازلت عند رأيك بخصوص هذا الموضوع..
عندما أطالب بتعميم التربية الجنسية في المدارس يجب ألا تفهم على أنها ستكون على المنوال الغربي، بل من منظور إسلامي من أجل أن يتعرف الشباب على مراحل حياته البيولوجية، بما فيها العلاقات الجنسية بين الطرفين.
وقد سبق لي أن قمت بهذا الدور خلال عملي كمرشدة اجتماعية في عدد من المدارس، وفي العديد من المرات كانت سيدات يوقفنني في الشارع ويذكرنني بأنهن استفدن حين كن طالبات مما تلقينه مني.
اليوم، أصبحت الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى وعلينا توفير أساتذة حاصلين على تكوين جيد في هذا المجال، من أجل أن يلقنوا أبناءنا المعلومات الصحيحة، التي تفيدهم في اتقاء شر الممارسات الجنسية، المؤدية إلى حمل، ومن ثم الزيادة في عدد حالات الأمهات العازبات. وهناك آيات قرآنية صريحة في الموضوع، ولا حياء في الدين بدليل الفقهاء.
- هل أصبح المجتمع المغربي متفهما أكثر لوضع هؤلاء الأمهات وأطفالهن؟
سأحكي لك واقعة، في إحدى المرات كنت أتبضع من عند بائع خضر بدرب غلف وقال لي بالحرف الواحد «الله يرحم الوالدين الحاجة راحنا رادين البال لهادوك لبنات» باعتبار أن عددا كبيرا منهن يكترين غرفا بالحي المذكور.
- وماذا عن دور الحكومة الحالية إلى إلى وضعية هؤلاء الأمهات العازبات؟
ربما لديها أولويات أخرى أو ربما لا تريد الخوض فيها «ما باغينش يجبدو الصداع على ريوسهم» الوحيد الذي تجرأ قليلا ومس جزءا من رأس جبل الجليد هو الوزير الأسبق سعيد السعدي عام 2000 ولكنه لقي معارضة قوية.
- هناك من يرى في الإجهاض الحل الأمثل والأنجع للتخلص من فضيحة الحمل خارج إطار الزواج؟
الإجهاض في نظري لا يمكن اللجوء إليه إلا في حالات خاصة فقط، كأن يتعلق الأمر بزنا المحارم أو الاغتصاب وإذا ما رغبت الأم في التخلص من الطفل وليس بضغط من أحد.
- جمع لقاء عددا من الجمعيات ببسيمة حقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، هل أثرتم الموضوع معها؟
لقائي وعدد من الجمعيات الفاعلة في مجال المرأة والطفل مع بسيمة حقاوي كان رسميا وفي إطار ربيع الكرامة، استمعت إلينا وكان جوابها هو أنها بحكم موقعها كمسؤولة الآن عليها الاستماع إلى جميع الأطراف بتعدد أفكارهم من أجل الإجماع على قرار موحد.
- ماذا عن إقصاء الأسرة المغربية والأجنبية المسلمة المقيمة بالخارج؟
إنه قرار خاطئ، الأسر الأجنبية التي تدين بالإسلام «مكانتش تتخير في الطفل، يكون خايب يكون معوق تتكفل به وهي فرحانة» وكانت هذه الأسر إلى جانب الأسر المغربية المقيمة في الخارج تمنح أفضل كفالة معنوية وعاطفية ومادية، «واش نخليوهم» يعززوا صفوف المحرومين والمهمشين. هل تعرفين كم يكلف الأطفال الدولة المغربية إذا ما لم يتكفل بهم أحد وتم إيواؤهم في الخيريات؟ ما بين 3 آلاف وأربعة آلاف درهم شهريا لمدة 20 سنة، والأم التي تتكفل بطفلها يلزمها أربعة آلاف شهريا لمدة 3 سنوات.
- نفهم أن الدولة هي الرابح الأكبر في كلتا الحالتين؟
بالتأكيد، فالأم التي تتكفل بطفلها يلزمها فقط 3 سنوات نساعدها على الاندماج في المجتمع من خلال تمكينها من تكوين يضمن لها الاستقلالية «كتكون وقفات على رجليها وقادة على راسها وعلى ولدها»، والأطفال الذين نضمن لهم أسرة كفيلة فإن ذلك يعفي الدولة من 20 عاما من المصاريف.
- الحكومة الحالية خصصت منحة للأرامل، ما هو تعقيبكم؟
عندما سمعت بذلك قلت «مبارك ومسعود» فمبلغ الألف درهم سيساعد تلك الأرملة على «محاين الزمان»، لكن على الحكومة ألا تنسى أن هناك أرامل من نوع آخر هن في أمس الحاجة إليها، أرامل مازال آباء أولادهم الطبيعيين على قيد الحياة.
- إذن أنت تعاتبين الحكومة على إقصاء الأمهات العازبات من خريطة اهتمامها؟
بالتأكيد أنا أعاتبها، فنحن في جمعيتنا نعيش أزمة حقيقية لأنه لم يعد بإمكاننا التكفل بأكبر عدد ممكن من الأمهات العازبات، ولقد تقلص عدد الأمهات اللواتي نتكفل بهن من 50 إلى 30 أما، وهو يخالف طموحاتنا السابقة في الرفع من هذه النسبة.
- والسبب؟
السبب راجع بالدرجة الأولى إلى الأزمة التي تعيشها أوربا مما انعكس سلبا على المنظمات الأجنبية التي كانت تدعمنا، كما أن الحكومة الحالية رفعت من أسعار البنزين مما تسبب في ارتفاع أسعار المواد الأساسية، فعلى سبيل المثال ارتفعت فاتورة «المازوط باش كنسخن الحمام» ب4000 درهم شهريا كما أنني لم أقدر أن أرفع ثمن وجبات المطعم خوفا من فقدان الزبائن.
أنا مؤتمنة على مشروع اجتماعي ولدي 44 موظفا مصرح بهم حسب قوانين العمل الجاري بها العمل، وإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه أخاف أن يأتي يوم تغلق فيه جمعية التضامن النسوي أبوابها، وأملي أن ألقى وباقي الجمعيات الدعم لفائدة هؤلاء الأمهات وأطفالهن من أبناء بلدهم.
- ماذا عن جائزة أوبوس بقيمة المليون دولار التي نلتها في عام 2009؟
كما تعهدت حين فزت بها، فهي مخصصة لإقامة مشروع يعود بالمنفعة على الجمعية لأنها أمانة في رقبتي.
- هل هناك خطط سطرتموها من أجل العمل عليها؟
خلال مطلع الأسبوع الجاري عقد لقاء ضم 20 جمعية عاملة في المجتمع المدني تهتم بالأم والطفل كان عبارة عن أرضية لتنسيق العمل بيننا ومناقشة المشاكل الحقيقية وإيجاد أجوبة لها من خلال إثارة انتباه المجتمع المغربي، المسؤول الأول والأخير عن إنتاجها، والمناداة بضرورة تغيير القوانين التي لم تعد تساير التطور الذي يعرفه المجتمع المغربي وأكثر ما يقلقني هو انني «ما كنفهمش كيفاش شي واحد قاري وشاد زمام الأمور وما قادرش يرحم الناس».
- احتضانك للأمهات العازبات لا يقف ضد معارضتك لإقامة علاقة جنسية خارج إطار الزواج؟
أنصح كل فتاة بضرورة المحافظة على نفسها، ولو قدر الله وكتب عليها فقدان عذريتها لأي سبب عليها المحافظة على جسدها لأنه أمانة وألا تبيعه رخيصا.



هذا خطأ أمريكا.. وهذا ما أقوله للمنظمات الأوربية
- سافرت كثيرا، كيف تتلقين الانتقادات والإشادات بخصوص ما تحقق هنا مقارنة بما وصلوا إليه هناك؟
أقول لتلك المجتمعات الأوربية إن ما وصلتم إليه جاء بعد نضال قرنين سالت خلالهما دماء كثيرة، أما نحن والحمد لله فحققنا خلال 50 سنة، وبدون إراقة دماء، العديد من الحقوق للمرأة المغربية.
سبق أن استضفت منتخبة من إحدى الدول الاسكندنافية تماثلني سنا وأسرت لي بأنها جاءت ثمرة علاقة عابرة وأن والدتها تعرضت للتهميش بسبب ذلك. فرنسا وما أدراك ما فرنسا التي تعلن نفسها واضعة أسس حقوق الإنسان لم تلغ من كناش حالتها المدنية خانة طفل شرعي وغير شرعي إلا بعد ثورة الشباب عام 1968.
كانت الفتاة الفرنسية دون الثامنة عشرة قبل هذا التاريخ تلزم بالتخلي عن طفلها لأسرة أو وضعه بالخيريات.
- وماذا عن لقائك بالسفير الأمريكي وزوجته؟
«لو كانوا هاد لحيوط يهضرو يقول ليك أش كلت ليه»، أخبرته بأن أمريكا تلعب دورا خطيرا باستغلال الإسلام السياسي الذي سينقلب ضدها يوما وستدفع ثمن ذلك غاليا، وانظري اليوم ماذا يحصل. الإسلاميون قبل وبعد الربيع العربي كانت تفرش لهم الزرابي الحمراء ويعاملون معاملة خاصة عندما يحلون بالأراضي الأمريكية.



مسار امرأة
ولدت سنة 1941 بالدار البيضاء، وانتقلت للعيش بمراكش حيث قضت فترة الطفولة، لتعود بعد ذلك إلى مسقط رأسها بالبيضاء وتلتحق بمدرسة «فوش» الفرنسية ثم ثانوية «جوفر».
بعد حصولها على دبلوم الدولة من مدرسة ممرضات الدولة، التحقت بالعمل كمنشطة صحية واجتماعية بالمصلحة الإقليمية الصحية بالدار البيضاء.
خلال فترة المراهقة انخرطت عائشة في مجال العمل التطوعي حيث التحقت بجمعية حماية الطفولة.
في عام 1985 وجهت اهتمامها صوب الأمهات العازبات وأنشأت جمعية التضامن النسوي.
حازت على جائزة إليزابيث نوركال عام 2005 من منظمة النادي الدولي للنساء بفرانكفورت
في عام 2009 حازت على جائزة «أوبيس» التي تبلغ قيمتها مليون دولار من الولايات المتحدة الأمريكية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.