في سابقة من نوعها، وفي إطار تفعيل توصيات اللقاء بين وزير التعليم العالي ووزير الداخلية، حول الدخول الجامعي الجديد، عمد العشرات من أفراد القوات العمومية مساء أول أمس الاثنين، إلى اقتحام الحي الجامعي سايس، الراقي في مدينة فاس، بحثا عن طلبة يتحدّرون من مناطق الصحراء اتُّهِموا بالوقوف وراء عملية دخول غرفه بالقوة، دون اتباع الإجراءات المسطرية القانونية المعمول بها للاستفادة من خدمات الأحياء الجامعية. وقد خلق الحدث استنفارا في أوساط مسؤولي ولاية جهة فاس، حيث حضر إلى الحي الكاتبُ العام للولاية، رفقة مدير الشؤون الداخلية، وتفقدا أوضاع الحي، بعد عملية مطاردة الطلبة الذين نفذوا العملية. وقالت مصادر مسؤولة إن عملية دخول القوات العمومية إلى هذا الحي الجامعي وزيارة وتفتيش عدد من أركانه كانت بتعليمات من النيابة العامة، التي أمرت بإخلاء الحي الجامعي في انتظار استكمال الإجراءات الإدارية المعمول بها واختيار اللوائح النهائية للمستفيدين. وعمد حراس أمن خاصون، استقطبتهم إدارة الحي الجامعي بمناسبة الدخول الجديد، إلى منع بعض الصحافيين من معاينة الوضع داخل هذا الحي بالتزامن مع اقتحام قوات الأمن له، وقال أحد الحراس ل«المساء» إن تعليمات من إدارة الحي صدرت لمنع الصحافيين من الدخول.. وقد رابط عدد كبير من سيارات الأمن والقوات المساعدة بالقرب من بناية هذا الحي الجامعي. وعاينت «المساء» حوالي 5 طلبة يتحدرون من مناطق الصحراء وهم يضعون أمتعتهم أمام البوابة الرئيسية للحي الجامعي، وقد امتنع هؤلاء الطلبة عن الكلام أمام الصحافيين، فيما أوردت مصادر مسؤولة في ولاية جهة فاس أن عدد الطلبة الذين اقتحموا الحي الجامعي يقدر بحوالي 25 طالبا، جلهم يتحدرون من مدن جنوب المغرب، دون أن تُسجَّل أي اعتقالات أو متابعات، وهو ما أمرت به النيابة العامة، تقول المصادر، قبل أن تضيف أن هؤلاء الطلبة ألحقوا بعض الخسائر بتجهيزات الحي، وهو ما لم يتمكن الصحافيون من معاينته نتيجة منعهم من الدخول إلى هذا الحي الجامعي، الذي أصبح لبابه الرئيسي حراس خاصون لا يتقنون سوى لغة المنع والسب، وفق ما عاينت «المساء».