أسفر تدخل أمني يوم الأحد 4 يناير 2009 بجامعة سيدي محمد بن عبد الله عن اعتقال أكثر من مائة طالب، أفرج عن أغلبهم وظل رهن الاعتقال 22 بينهم طالبتين، ومن المنتظر أن يقدموا اليوم إلى النيابة العامة، كما تم اقتحام الحي الجامعي الثاني وحي الدير و إناث وكلية العلوم، وقد عبر مدير الحي الجامعي الثاني إناث، عن احتجاجه الشديد، ووأنه راسل والي أمن فاس، مستنكرا في الوقت نفسه الاعتداء الذي تعرض إليه شخصيا من قبل رجال الأمن المصحوب بالسب والشتم، كما احتج مدير الحي على اقتحام غرف وحامامات الطالبات، والاعتداء عليهن وإهانتهن، مما عجل بحضور لجنة يترأسها حسن أعراب مدير المكتب الوطني للأعمال الجامعية الثقافية والاجتماعية، الذي أفاد أنه جاء بطلب من مستشار الوزير لدعم مدير الحي، وللوقوف على حجم الخسائر الذي خلفها الاقتحام الأمني، وقد علمت التجديد أن والي الأمن بادر إلى مراسلة مدير الحي، وقد أكدت مصادرنا أن المراسلة طبع عليها أسلوب الاستعطاف للحيلولة دون التصعيد واحتواء الوضع، خصوصا فيما يتعلق بعدم وجود إذن من قبل مدير الحي لقواة الأمن لاقتحام الحي الجامعي. بدوره عميد كلية العلوم وفي تصريح لـالتجديد، عبر عن اندهاشه من حجم الخسائر التي خلفها التدخل الأمني، وشدد على أنه فوجئ بدخول عناصر الأمن إلى الكلية، دون أن يستأذنه أحد أو يأذن لأحد. هذا وقد خلف التدخل الأمني بالكلية الذي شمل عمادة الكلية وعميدها، إتلاف بعض ممتلكات مصلحة شؤون الطلبة، وعاينت التجديد ملفات الطلبة وحواسيب، وقد تم العبث بها وتشتيتها، كما أتلفت بعض محتويات مختبرين بشعبة الكيمياء، وكتبت على السبورات عبارة قواة الأمن والمخازنية رجال، وعبارات قدحية أخرى. وفي السياق ذاته، كانت الطالبات الأكثر تضررا من الأحداث، وعبرن في تصريحات لـالتجديد عن حجم الإهانة التي تعرضن لها من قبل قواة الأمن التي دخلت عليهن حتى غرفهن، ولا حديث بينهن إلا عن الطالبة التي تعرضت لمحاولة اغتصاب في غرفتها بملحقة الحي الجامعي الأول الديرو من قبل أحد رجال الأمن، وهو ما حكته صديقتها خديجة لـالتجديد، بعدما عجزت الضحية عن الكلام، وأصيبت بانهيار نفسي غادرت إثره الجامعة، وتضيف خديجة، أن رجال الأمن كانوا يعمدون إلى استفزاز الطالبات والتحرش بهن وتلمس مناطق حساسة من جسدهن، باستعمال عصيهم وأيديهم، كما عمدوا إلى سرقة جل الهواتف النقالة والأغراض الثمينة، وبالحي الجامعي الثاني، أتت قواة الأمن على الأخضر واليابس، وهاجموا مقصف الحي واستولوا على بعض مبيعات دكانه، وذكرت طالبة أن رجال الأمن كانوا يسكبون قنينات الزيت على رؤوس الطالبات. ويبقى الترقب سيد نفسه فيما يخص مستقبل الدراسة بالجامعة، لاسيما بعد مغادرة أغلب الطلبة القاطنين بالأحياء الجامعية لمدينة فاس، وكانت وقائع الأحداث قد انطلقت بعد أن أعلن الطلبة القاعديون المواجهة مع الأمن، وأعلنوا عزمهم اقتحام ماكدونالز، قبل أن تمنعهم قواة الأمن من التوجه إلى وسط المدينة في مسيرة حملوا فيها العصي والحجارة، ويرى أستاذ بكلية العلوم بأن القاعديين حققوا ما كانوا يهدفون إليه، (إدخال قواة الأمن إلى الحرم الجامعي)، بعد أن فشلوا في معركة المقاطعة المفتوحة في كلية الحقوق والعلوم، ليضطروا إلى تعليق المقاطعة نتيجة حوار مع رئيس الجامعة، وعدهم فيه بما ليس من اختصاصه، إن ثبت ذلك طبعا، يضيف المتحدث- من قبيل إلغاء النقطة الموجبة للرسوب وجلب المنح للطلبة.