فرضت قوات الأمن منذ صباح أول أمس الأحد قوانين جديدة داخل الحي الجامعي لمدينة مراكش. فبعد الاحتجاجات التي قام بها بعض الطلبة صباح يومي السبت والأحد الماضيين وسط الحي الجامعي احتجاجا على عدم تسجيل بعض الطلبة، خصوصا المنحدرين من الأقاليم الصحراوية، قامت سيارات الأمن بتطويق الحي الجامعي القريب من كليتي الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية العلوم القانونية والاقتصادية، قبل أن يدخل رجال الأمن إلى الحي الجامعي ويقوموا بحظر التجوال داخله. وقد علمت «المساء»، من مصادر طلابية، أن رجال الأمن عوضوا موظفي الحي الجامعي في تنظيم عملية الدخول إلى الحي الجامعي، وبدؤوا في فرض «قوانين جديدة»، تمثلت في الإدلاء ببطاقة الانخراط في الحي الجامعي قبل ولوج الباب الرئيسي، الأمر الذي أجج احتجاج الطلبة، وأثار حفيظة طلبة «النهج الديمقراطي القاعدي»، الذين يفكرون في خوض «أشكال نضالية جديدة من أجل تحرير الحي الجامعي»، يقول مصدر طلابي في اتصال مع «المساء». ومما ينبئ بتصعيد الوضع الداخلي للحي الجامعي، خوض أحد الطلبة الصحراويين إضرابا عن الطعام، قبل يومين أمام الحي الجامعي احتجاجا على «حرمانه» من التسجيل في الحي الجامعي، في الوقت الذي تم منح هذا الامتياز لبعض الطلبة الذين لا يستحقون ذلك»، يقول أحد المقربين من الطالب المضرب. وقد عمد هذا الطالب إلى وضع ملابسه وأغراضه الخاصة أمام باب الحي الجامعي، والمبيت في العراء، كل ذلك من أجل تحقيق مطلبه في نيل سرير داخل الحي الجامعي. هذا وقد قام طلبة مسلحون بخناجر وسيوف وهراوات يوم السبت الماضي باقتحام الحي، واحتلوا غرفا داخله، بعد أن قاموا بتكسير أقفالها وطرد رجال الأمن الخاص، الذين كانوا يقفون أمام الباب الرئيسي للحي الجامعي. هذا الوضع أثار استنفار مختلف المصالح الأمنية بالمدينة الحمراء، التي هرعت إلى المكان فور علمها بالوضع الجديد، حيث قامت بحملة تمشيطية بحثا عن المقتحمين، الذين اختفوا فور علمهم بحضور قوات الأمن، لتتم إعادة الطلبة إلى غرفهم واستتباب الأمن، بعد الرعب الشديد الذي انتاب الطلبة والطالبات، خوفا من اقتحام قوات الأمن والقيام بعملية اعتقال «عشوائية»، يقول طالب أضحى يفكر في مغادرة الحي الجامعي خوفا من الأسوأ.