استغرقت عناصر الوقاية المدنية، مساء يوم أول أمس الاثنين، أكثر من خمس ساعات لإطفاء حريق مهول شب في أحد متاجر الجملة لمواد الصباغة بشارع محمد الفاسي بالقرب من طريق عين الشقف بمدينة فاس. وأغرق الحريق المدينة في ضباب كثيف، كما أخرج جل ساكنة تجزئة النسيم إلى الشارع خوفا من أن تنتقل النيران إلى شققهم. وأجهز الحريق على ما يقرب من 500 مليون سنتيم من سلعة هذا المتجر الكبير الذي يقدم خدماته بالجملة لمتاجر أخرى في المدينة، كما أجهز على شقتين سكنيتين في نفس العمارة، وحول جل ما فيهما إلى رماد. وأدت النيران ومياه الإطفاء إلى إحداث تشققات كبيرة في العمارة، ما يهددها بالانهيار. وفتحت السلطات القضائية تحقيقا في ملابسات اشتعال هذا الحريق في متجر لمواد قابلة للاشتعال وسط بنايات سكنية. وقالت مصادر مقربة من صاحب المحل إنه يرجح أن تكون مادة «الدوليو» هي التي فعلتها بمتجره. وانتقلت ألسنة النيران بسرعة إلى مواد أخرى بأرجاء المتجر، ودفعت الروائح الصادمة التي بدأت تقتحم غرف الشقق المجاورة إلى إعلان حالة استنفار في أوساط العائلات بهذا الحي. وقالت إحدى السيدات ل»المساء» إنها اضطرت للفرار بجلدها رفقة أبنائها خوفا من انتقال العدوى، دون أن تتمكن سوى من إنقاذ الشواهد الجامعية للأبناء. وتابع عدد كبير من الساكنة أطوار إخماد هذا الحريق، واستدعت السلطات عددا من القوات المساعدة لحفظ الأمن. وبدا صاحب المتجر متأثرا وهو يتوسط عددا من «المتتبعين» و«يتفرج» على ألسنة النيران وهي تلتهم جزءا كبيرا من رأسمال تجارته، قبل أن تنتقل إلى شقق سكان مجاورين. وفي الوقت الذي أرجعت فيه مصادر محلية صعوبة التغلب على الحريق في الوقت المناسب من قبل عناصر الوقاية المدنية، عاينت «المساء» ضعف وقلة التجهيزات وإجراءات الوقاية التي تتوفر عليها الوقاية المدنية، بالنظر إلى حجم الحوادث التي يمكن أن تستدعى للتدخل لوضع حد لها.