اجتمعت، من جديد، كل أسباب الحريق، التي تشبه تلك التي أدت إلى اندلاع حريق سابق، في متجر ل«البونج»، في حي المسيرة 1 في مراكش، يوم 22 من شهر دجنبر، من السنة الماضية، وهو الحريق الذي خلف خسائر جسيمة في الشقق الموجودة في العمارة، التي يتواجد فيها المخزن، وصلت إلى ما يقارب 180 ألف درهم، بالنسبة إلى أحد المتضررين، إضافة إلى تسببه في هلع كبير وسط السكان، مالكي هذه الشقق. ووصف مصدر من العمارة الوضع القائم قائلا: «إن كل المعطيات التي أدت إلى الحريق السابق أصبحت متوفرة الآن». وحسب المصدر المذكور، في تصريح ل«المساء» فإن من بين هذه المعطيات، التي يمكن أن تعيد تكرار «محرقة» أواخر السنة الماضية، أن صاحب المحل، الذي تسبب في الحريق في المرة السابقة، مازال يخزن، كما في السابق، كميات كبيرة من «البونج» والقطن وكل أنواع الأفرشة، في مخزنه وسط الحي الآهل بالسكان ويمارس هذه التجارة دون رخصة ويخصص لتجارته محلا مقابلا للعمارة التي شب فيها الحريق، حيث لا يبعد عنها إلا بأمتار قليلة. كما أن ظروف السلامة تنعدم في المحل التجاري، كما انعدمت في سابقه، الذي اندلعت فيه النيران وامتدت إلى شقق العمارة لساعات طويلة. وتدخل على إثر ذلك أفراد الوقاية المدنية في المدينة الحمراء، لمحاصرة الحريق وإنقاذ سكان العمارة، كما عمل رجال الأمن على إبعاد المئات من السكان، الذي تجمعوا بعين المكان، لمتابعة الحريق، كما يبرز ذلك شريط فيديو حصلت عليه «المساء». وقد أبدى السكان تخوفا شديدا من تكرار سيناريو الحريق السابق، الذي ما زالت تفاصيله عالقة في أذهانهم، خصوصا عندما اضطر الصغار والكبار والأطفال إلى الهرب من سطح العمارة إلى عمارة أخرى مجاورة، لإنقاذ أنفسهم من موت محقق. وكان حريق السنة المنصرمة قد اندلع بعد أن انتقلت الحرارة من «بروجيكتور» في المخزن إلى أفرشة من «البونج»، الذي يتميز بسرعة اشتعاله، لتمتد النيران إلى كل البضاعة الموجودة في المخزن، تم تنتقل إلى الشقق الموجودة فوق المخزن في نفس العمارة، الأمر الذي تسبب في إتلاف عدد من التجهيزات المنزلية داخل هذه الشقق، التي اتشحت حيطانها بالسواد الناتج عن دخان الحريق وإرغام السكان على الفرار من لهيب النار.