قاد عبد الواحد الفاسي، أول أمس السبت، انقلابا تنظيميا غير متوقع في آسفي على غريمه في التنافس على قيادة الحزب حميد شباط، حيث جر نجل علال الفاسي قرابة نصف أعضاء المجلس الوطني الذي سيصوت على انتخاب الأمين العام الجديد الذي سيخلف عباس الفاسي على قيادة حزب «الميزان» إلى لقاء أطلقوا عليه «رباط آسفي». واستطاع عبد الواحد الفاسي بدعم كبير من أعيان حزب الاستقلال في آسفي وعدد من المدن المغربية جمع شمل قرابة 365 عضوا في المجلس الوطني ضمن رباط حزبي في آسفي، حيث سجل حضور أعداد كبيرة من المناضلين والأعيان من مختلف المدن المغربية,كما أن لقاء الفاسي في آسفي تميز باستنفار أمني في محيط منزل أحد الاستقلاليين بسيدي بوزيد، الذي احتشدت أمام بيته جموع أعضاء حزب الاستقلال الذين جاؤوا لملاقاة عبد الواحد الفاسي. وقالت مصادر عليمة إن الفاسي قرر الاستجابة لمبادرة أحد أعيان حزب الاستقلال بتنظيم رباط حزبي موسع في مدينة آسفي أياما قليلة قبيل انعقاد المؤتمر، الذي سيعرف التصويت على انتخاب الأمين العام الجديد لحزب «الميزان». وقالت المصادر ذاتها إن الفاسي أجاب في لقائه بنصف أعضاء المجلس الوطني في آسفي عن أسئلة جموع الحاضرين الذين دعوا عبد الواحد الفاسي إلى عقد تحالف حزبي جديد بين برلمان الحزب وقواعده وبين مؤسسة الأمين العام. وقال عبد الواحد الفاسي الذي كان مرافقا بالوزير نزار بركة في لقاء سيدي بوزيد في آسفي إن حميد شباط «غير كفء لقيادة أعتد وأقدم حزب وطني في المغرب». واستبعد الفاسي لجوءه إلى القضاء لمقاضاة شباط على خلفية تصريحات وصفت ب «الجارحة» في حق نجل علال الفاسي، كما دعا إلى ترك تهمة توريث الحزب جانبا، مضيفا أنه مناضل استقلالي لأزيد من 40 سنة في صفوف حزب الاستقلال، وأنه عاصر أجيالا عديدة في مسيرته الحزبية. وقلل عبد الواحد الفاسي من أقدمية وأهلية حميد شباط السياسية، مشيرا إلى أنه وجه استقلالي لم يظهر إلا مع عقد التسعينيات، حسب قوله، مضيفا» أن شباط غير كفء وغير مؤهل لقيادة حزب من عيار حزب الاستقلال»، قبل أن يشير إلى تشبثه بقرار ترشيحه لقيادة الحزب، في وقت قاطع أعضاء بنقابة الاتحاد العام للشغالين وشبيبة الحزب في آسفي لقاء سيدي بوزيد، لأسباب تتصل بدعمهم لحميد شباط في الصراع الاستقلالي على انتخاب أمينهم العام.