نجح حميد شباط، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، في جمع قرابة 1500 شخص، أول أمس الأحد على مائدة إفطار رمضاني بمسرح محمد السادس بمدينة الدارالبيضاء، وهو اللقاء الذي خصصه لحشد أنصاره والداعمين لترشيحه بغية الظفر بمنصب الأمانة العامة لحزب الاستقلال، الذي ينافس عليه نجل علال الفاسي عبد الواحد الفاسي بعد أن فشل المؤتمر السادس عشر لحزب الميزان في انتخاب أمينه العام. وكان شباط قال في تصريحات صحافية قبيل عقد اللقاء إنه فضل عقد التجمع في البيضاء وفي مكان عمومي، وليس في بيت، لأنه يريد أن يتواصل مع الاستقلاليين في شفافية تامة وبشكل علني، وهو لقاء سيكون مفتوحا في وجه كل الاستقلاليين دون إقصاء لأي أحد، يضيف شباط. وحسب المعطيات التي نقلتها بعض المصادر، فقد تميز اللقاء، الذي انطلق في الساعة الرابعة بعد الزوال وانتهى في ساعة متأخرة من ليلة الأحد الاثنين، بمشاركة كثيفة لأنصار شباط الذين تم استقدامهم عبر الحافلات من مدن أخرى، خاصة من أكادير وتارودانت والأقاليم الصحراوية. كما تميز اللقاء، الذي حضرته قيادات استقلالية، خاصة عادل الدويري وزير السياحة الأسبق، وعبد القادر الكيحل، الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية، ورحال المسكاوي، الكاتب العام السابق لوزارة الصحة، ووجوه قيادية من مختلف جهات المملكة، بتقديم عمدة مدينة فاس البرنامج الذي ينوي تطبيقه في حال اختياره أمينا عاما للحزب. وقالت مصادر حضرت اللقاء إن شباط جدد دعوته لغريمه الفاسي إلى مناظرة أمام أعضاء المجلس الوطني، تخصص ليدافع كل طرف عن برنامج عمله ومقترحاته لتطوير الحزب وإعادة بث الروح فيه، خاصة مع ما خلفه الصراع على الزعامة من انشقاقات كبيرة في صفوف مناضليه. وعمد أنصار العمدة شباط، خلال اللقاء الذي يأتي جاء على لقاء تواصلي سابق نظمه عبد الواحد الفاسي الخميس الماضي بمراكش، إلى توزيع كتيب باللغتين العربية والأمازيغية، يتضمن البرنامج الانتخابي المقترح، فضلا عن الخطوط العريضة لتعاقده التنظيمي والسياسي والأخلاقي في حال فوز شباط بمقعد الأمانة العامة، الذي سيتم الحسم فيه شهر شتنبر المقبل، على هامش انعقاد أول دورة للمجلس الوطني للحزب. على صعيد متصل، كشف مصدر استقلالي أن مناصري الفاسي يخوضون حربا نفسية على شباط وأنصاره، وهي الحرب التي تتجاوز مبادئ التنافس الشريف من خلال البحث في الملفات الشخصية للمقربين من العمدة، وهو ما ينذر، يقول المصدر ذاته، بانفجار الأوضاع داخل الحزب الذي يعيش ظروفا تنظيمية سيئة لم يسبق له أن عاشها من قبل.