كشف مهنيون في العقار أن القطاع يعيش حاليا «أزمة» جديدة أثرت بقوة على السكن المتوسط والفاخر وساهمت في تراجع استهلاك الإسمنت بحوالي 23 في المائة خلال شهر غشت الماضي. وقال يوسف بنمنصور، رئيس فدرالية المنعشين العقاريين بالمغرب ل«المساء»، إن الأزمة الحالية ألقت بظلالها على السكن المتوسط والفاخر وخلقت نوعا من الركود خلال الشهور الماضية في هذا الصنف من العقار، مؤكدا أن فدرالية المنعشين العقاريين لمست تراجعا مهما في الأسعار في مجموعة من المدن المغربية، خاصة منها فاس ومكناس ومراكش وأكادير ووجدة. وأضاف بنمنصور أن السكن الاجتماعي لم يتأثر بالأزمة الحالية، وأن جميع الأوراش المتعلقة بهذا النوع من السكن مستمرة وفق ما هو مسطر لها، مشيرا إلى أن الإشكال المطروح بالنسبة إلى السكن الاجتماعي هو ضعف وتيرة الإنتاج مقارنة بالطلب الكبير المسجل في جميع المدن. ولم تفت رئيس فدرالية المنعشين العقاريين الإشارة إلى أن المرحلة الانتقالية التي تعيشها بعض المدن، مثل الدارالبيضاء، على مستوى وثائق التعمير ساهمت في الركود الذي يعرفه قطاع السكن المتوسط والفاخر، مؤكدا أن ملاك الأراضي يرفضون بيع العقارات إلى حين اتضاح الرؤية بالنسبة إلى تصاميم التهيئة، التي أعلن عن 4 منها من أصل 33 تصميما في العاصمة الاقتصادية. ورفض رئيس فدرالية المنعشين العقاريين ربط تراجع استهلاك الإسمنت بالأزمة التي يعيشها قطاع السكن المتوسط والفاخر، موضحا أن هذا التراجع يعزى بالأساس إلى تقلص أنشطة البناء والأشغال العمومية خلال شهر رمضان وعطلة العيد، والتي تتوقف فيها الأوراش لمدة 15 يوما، وكذا تراجع استثمارات الدولة في مجال البنيات التحتية. وسجلت مبيعات الإسمنت في بعض المدن تراجعا قويا خلال شهر غشت المنصرم، إذ انخفضت ب44 في المائة في الدارالبيضاء، و25 في المائة في طنجة، و23 في المائة في جهة تادلة أزيلال و18 في المائة في مراكش. بالمقابل، كانت إحصائيات صادرة عن الجمعية المهنية لشركات الإسمنت، كشفت أن خمس جهات سجلت تراجعا في استهلاك الإسمنت خلال السبعة أشهر الأولى من السنة الجارية، وهي وادي الذهب الكويرة التي سجلت أعلى نسبة فاقت 27 في المائة، وجهة تازةالحسيمة تاونات التي حلت ثانية بتراجع قارب 23 في المائة، ثم جهة سوس ماسة درعة بحوالي 6 في المائة.