في تطور لافت لقضية اغتصاب سائحة ألمانية بإحدى دور الضيافة بفاس العتيقة، أمر قاضي التحقيق بمحكمة فاس، بمتابعة صاحب الدار المتهم «ع.ت» في حالة سراح، نهاية الأسبوع المنصرم، دون اشتراط أي ضمانة أو كفالة، في انتظار ظهور نتائج التحاليل المخبرية التي أمرت النيابة العامة بإجرائها. وتشبث صاحب الدار ببراءته، ولم يتسن لقاضي التحقيق أن يستمع إلى السائحة في إطار المواجهة بين المشتكي والمشتكى به بمبرر مغادرتها للتراب الوطني في اتجاه إسبانيا، البلد الذي تقول إنها تقيم به. وجاء قرار قاضي التحقيق مناقضا لقرار النيابة العامة، التي أمرت الشرطة القضائية بوضع صاحب دار الضيافة رهن الحراسة النظرية وتعميق البحث معه وتقديمه للمحكمة في حالة اعتقال، بعدما وجهت إليه سائحة ألمانية (مهندسة) تهمة اغتصابها في جلسة خمرية نهاية الأسبوع الماضي في دار ضيافته، حسب شكاية الألمانية. وعمدت الشرطة، بعدما أصر المتهم «ع.ت» على الإنكار، إلى اتخاذ قرار إجراء تحاليل «أ.د.ن» لكل من المتهم والمشتكية. فيما أغضب قرار وضع المنعش السياحي تحت الحراسة النظرية، دفاع المتهم الذي قال إن موكله يتوفر على ضمانات الحضور، مضيفا بأن النيابة العامة كان من الأجدر أن تنتظر نتائج التحاليل المخبرية، قبل اتخاذ أي قرار. الجلسة الخمرية، حسب هذه الرواية، والتي تختلف كثيرا عن رواية عائلة صاحب الدار المعتقل، في فاس العتيقة انتهت ب»فاجعة»، كانت بطلتها هذه السائحة، والتي وجدت نفسها مضطرة لولوج ردهات المحكمة للتقدم بشكاية، نهاية الأسبوع الماضي، ودخول مخفر الشرطة للاستماع إليها في محضر رسمي، بعدما قالت إتها تعرضت لاعتداء جنسي من قبل صاحب الدار عندما كانت معه في جلسة خاصة كانت المشروبات الكحولية إحدى أهم توابلها. السائحة الألمانية، وفق المصادر، وبدون حرج، أوردت بأنها صدمت عندما استفاقت ووجدت بجانبها صاحب الدار عاريا، وتأكدت بأنها تعرضت لما أسمته ب»الاغتصاب». ومما قالته أيضا أن عائلتها كانت ترتاد هذه الدار، وقد أقامت فيها أيضا، وأن عائلتها على علاقة بصاحب دار الضيافة. ولعائلة المنعش السياحي الذي كان في مساره المهني، ذات تاريخ، مرشدا سياحيا في دروب فاس العتيقة، رواية أخرى بعيدة كل البعد عن رواية هذه السائحة التي تحتاج قانونية إقامتها في المغرب، في نظر عائلة المتهم، إلى إثبات. فهي لا تنفي أن تكون عائلة الألمانية التي تهندس التصميمات قد سبق لها أن ترددت على الدار في زياراتها للمغرب، وسنحت الفرصة للمهندسة الألمانية أن تزور بدورها الدار وأن تتعرف على صاحبها. واتفق الطرفان على أن تتولى الألمانية هندسة تصميمات لأجزاء من الدار مقابل مبلغ مالي محدد في 10 ملايين سنتيم، لكن الألمانية التي قصدت نهاية الأسبوع الماضي الدار وهي في حالة سكر طافح كانت في حاجة إلى تسبيق مالي دون أن تكون قد أعدت أي شيء من العمل المتفق حوله، مما أدى إلى نشوب خلاف بين الطرفين. وبالرغم من هذا الخلاف، فإن الألمانية أمضت ليلتها بالدار، في حين نفت ابنة المعتقل أن يكون والدها قد أمضى هذه الليلة مع السائحة. وقالت بدون تردد، بدورها، إن والدها المعتقل لا يتناول الكحول، وهو علاوة على ذلك ينتظر التحاليل المخبرية بكثير من الوثوقية. ولم تستبعد، أيضا، أن يكون بعض المرشدين السياحيين غير المرخصين وراء «تحريض» الألمانية ل»فبركة» الملف من الأصل. «هذا مجرد احتمال»، تقول ابنة هذا المنعش السياحي الذي انتهى به الأمر إلى الاعتقال بتهمة «الاغتصاب»، وهو في «خريف العمر» (يبلغ 64 سنة).