عبد الرحيم ندير بعد تفويت الزيت والحليب، قرر الهولدينغ الملكي التخلي عن حصصه في شركة «بيمو» لفائدة مجموعة «كرافت فودز» الأمريكية، وذلك في عملية تعتبر الثالثة من نوعها في مسلسل تقليص مجالات تدخل الشركة الوطنية للاستثمار المعروفة اختصارا ب«SNI». وقال مسؤول في الشركة الوطنية للاستثمار، ل«المساء» إن هذه العملية، التي تدخل في إطار استراتيجية إعادة التنظيم الهيكلي لكل من الشركة الوطنية للاستثمار وأونا المعلن عنها في مارس 2010، تتعلق بتفويت 50 في المائة من أسهم «بيمو» المملوكة للهولدينغ الملكي إلى مجموعة «كرافت فودز»، وهو ما سيمكن هذه الأخيرة من أن تصبح المساهم الحصري والوحيد في الشركة بنسبة 100 في المائة. وأضاف المسؤول المذكور أن قيمة هذه الصفقة بلغت 131 مليار سنتيم، حيث تم تفويت حصة الهولدينغ الملكي في رأسمال «بيمو» على أساس قيمة الأصول الإجمالية لأسهم الشركة البالغة 2.62 مليار درهم، مؤكدا أن الشركة الوطنية للاستثمار تلقت عروضا كثيرة لاقتناء حصصها في «بيمو» من شركات مغربية وأجنبية، وقررت في الأخير بيع حصصها للمجموعة الأمريكية التي تقدمت بأحسن عرض، والذي فاق بكثير العروض الأخرى. وكشف المسؤول في الشركة الوطنية للاستثمار أن الإعداد لهذه العملية، التي تمت بنجاح، دام أكثر من سنة؛ وأكد أن الثقة في الاقتصاد الوطني من طرف الشركات العالمية الكبرى مازالت قائمة رغم الأزمة الاقتصادية، مشيرا إلى أن مثل هذه الصفقات ستعزز دينامية الاقتصاد الوطني من خلال إعادة الثقة إلى المستثمرين الأجانب. وتعتبر «بيمو» من الشركات الرائدة في صناعة البسكويت في المغرب، إذ تمتلك وحدتين إنتاجيتين توظفان حوالي 1400 عامل، كما يقدر رقم معاملات الشركة بما يناهز 831 مليون درهم. ومن المنتظر، حسب توقعات المسؤول ذاته، أن تساهم هذه العملية في فتح مرحلة جديدة على صعيد ريادة وتطور شركة «بيمو» في المغرب. وأكد المسؤول في الشركة الوطنية للاستثمار أنه بعد اقتناء «كرافت فودز» لأنشطة «دانون» في مجال صناعة البسكويت، أصبحت المجموعة الفاعل الرئيسي في قطاع صناعة البسكويت في العالم، وبالتالي الشريك الصناعي الأول ل»بيمو» نظرا إلى كفاءتها وخبرتها في هذا المجال. بالمقابل، تأتي هذه العملية في إطار استراتيجية «كرافت فودز» الهادفة إلى مواصلة تقوية مكانتها في الدول التي تتوفر على شروط نمو اقتصادية قوية؛ كما تتيح للمجموعة، حسب تصريحات المسؤول في الشركة الوطنية للاستثمار، تقوية وتوسيع تشكيلة منتجاتها في السوق المغربي الذي استثمرت فيه منذ سنوات. على مستوى آخر، أكد المسؤول في الشركة الوطنية للاستثمار أن جميع عمليات التفويت التي أطلقتها الشركة الوطنية للاستثمار مفتوحة في آن واحد، مشيرا إلى أن مسؤولي الشركة يأخذون الوقت الكافي لدراسة طلبات العروض التي تتقدم بها الشركات الراغبة في الاستفادة من هذه العمليات، وذلك من أجل اختيار أحسن العروض. وتجدر الإشارة إلى أن عملية إعادة التنظيم الهيكلي لكل من الشركة الوطنية للاستثمار وأونا تقوم على الانتقال من مجموعة متعددة المهن إلى مجموعة استثمارية قابضة محضة. ووفق مقررات هذا التطور، سيتم تفويت حق مراقبة المساهمات في الفروع التي بلغت مرحلة النضج في نموها.