ظهرت ثلاث إصابات بمرض المينانجيت في صفوف الأطفال (طفلة واحدة وطفلان) بضواحي مدينة شفشاون، وبالضبط بدوار بوسليغة بجماعة بني منصور، أعمارهم على التوالي أربع وخمس وتسع سنوات، مما زرع الرعب وسط السكان مخافة انتشار المرض لدى فئة الأطفال. إذ لم يجد السكان سبيلا آخر لحماية أنفسهم سوى تجنب المصابين على الرغم من الإسعافات الأولية، التي أعطيت للأطفال المرضى، والتي أنقذتهم من الهلاك، غير أن خطر انتقال المرض بالمنطقة مازال قائما، خاصة أن عددا آخر من الأطفال بالمنطقة يعاني الآن من الأعراض نفسها. وأدان المركز المغربي لحقوق الإنسان فرع شفشاون ما وصفه ب«التعاطي غير الديمقراطي وغير الشفاف للسلطات المحلية والإقليمية بشأن تفشي المينانجيت من جديد في صفوف أطفال المنطقة». ودعا المركز الجهات المسؤولة إقليميا ومحليا إلى تحمل مسؤوليتها من خلال توعية المواطنين ومساعدتهم على محاربة المرض، الذي يعود بين الفينة والأخرى بسبب ما اعتبره البيان نفسه، الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، «تعتيما على المعطيات الحقيقية لتداعيات الوباء» حتى تتم محاربته وأخذ الاحتياطات الوقائية اللازمة. وطالب المركز المغربي لحقوق الإنسان فرع شفشاون السلطات العمومية بضرورة تحمل مسؤوليتها والعمل على توعية المواطنين بالإجراءات الاحتياطية اللازمة لمنع انتشار الوباء وتنوير الرأي العام بالأرقام الحقيقية لانتشاره. كما دعا المركز هيئات المجتمع المدني، المعنية بهذا الموضوع، إلى مساعدة المواطنين على كيفية التعرف على مسببات المرض وسبل التعاطي مع المصابين والدفع باتجاه تفعيل أداء المؤسسات الصحية المعنية لمساعدة المواطنين، حتى يتم القضاء على هذا الوباء الذي سرعان ما يعود من جديد بسبب ما وصفه البيان ذاته ب«ضعف الإجراءات الاحترازية الطبية». وفي اتصال بالمندوب الجهوي للصحة بشفشاون، السكوري علوي محمد، أكد أن الأمر يتعلق بإصابة ثلاثة أطفال شقيقين (طفل وطفلة)، في حين أن الحالة الثالثة تتعلق بطفل لا يقرب للشقيقين، وأن مندوبية الصحة تدخلت وقدمت العلاج الضروري للأطفال الثلاثة، الذين رقدوا ثمانية أيام بالمستشفى إلى أن استقرت وضعيتهم الصحية وأنهم يتمتعون الآن بصحة جيدة. وأضاف نفس المصدر أن فريقين طبيين زارا المنطقة، حيث تم إعطاء أدوية مضادة ل79 شخصا من بعض أقارب وجيران وأقران الأطفال المصابين، مثلما تم تلقيح 46 آخرين من العائلة والجيران. وبخصوص أعراض المرض، التي أكدت مصادر «المساء» أنها ظهرت على بعض الأطفال، قال المندوب إن أعراض المينانجيت لا يمكن أن لا تدفع أي أسرة للتوجه بأطفالها نحو المستشفى، والتي تكون عبارة عن ارتفاع في درجة الحرارة وهزال وغيبوبة وتقيِؤ، داعيا كل من شك في الإصابة بالمينانجيت إلى التوجه إلى المستشفى، حيث تتم آنذاك معرفة المرض.