انتقد مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، ما وصفه ب«فقر» محتوى الصحافة الإلكترونية المغرب، وعدم ملاءمتها للتطور الكمي في الصفحات والمواقع. وقال الخلفي، في افتتاح المؤتمر الوطني الأول للرابطة المغربية للصحافة المغربية، إن «المغرب إزاء قطاع ينمو وتنمو أدواته، ولكن المشكل هو أن المحتوى لا ينمو بنفس وتيرة نمو الصفحات والمواقع، والتحدي الأول الذي نعاني منه هو حالة عدم التناسب بين نمو المحتوى، الذي ما يزال ضعيفا وفقيرا ويواجه تحديات، ونمو عدد الصفحات والمواقع والمنخرطين والمُبحرين.. وفي عالم العولمة إذا لم يقع هذا التوازن فإننا نفتح أبوابنا على المجهول». واعتبر الخلفي أنه «في ظل العولمة تكون موجودا في صفحات لكن محتواها مملوء بمضامين تشجع أنماط معينة من الاستهلاك وأنماط معينة من العلاقات الاجتماعية وعلى أنماط معينة للتفاعل بين الشعوب، ففي نهاية المطاف قد تكون مهددا بالغياب، لأن الحضور الكمي يقابله غياب على مستوى الكيف». وأكد المتحدث أن «الحكومة توفر الشروط وتضع الضمانات، ولكن مسؤولية تطوير المحتوى هي مسؤولية الممارسين، حتى يكون وجودنا في العالم الرقمي مناسبا لوجودنا في العالم المادي المحسوس، ولهذا فنقطة الضعف الكبيرة في إستراتيجية المغرب الرقمي، التي قدمت حصيلتها مؤخرا، هي نقطة الضعف المُسجَّل على مستوى المحتوى الرقمي». وأوضح الوزير أن «هناك لجنة تشتغل على إشكالية الاعتراف القانوني وتوفير الحماية القانونية، وعلى إشكالية النشر الإلكتروني والمسؤوليات والملكية الفكرية وأخلاقيات المهنة والمسؤولية، ثم هناك الإشكالات التقنية، حتى نستطيع أن نعد مشروع قانون خاص بالصحافة الإلكترونية يكون نتاج عملية تشاركية»، مشيرا إلى أنه سيتم إنتاج كتاب أبيض يضع معالم الخطة الوطنية للنهوض بالصحافة الإلكترونية، على أساس أن يكون شهر نونبر المقبل موعدا لإعلان هذه الأمور. إلى ذلك، دشّن وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الدخول السياسي الجديد بسلسلة لقاءات مع مهنيي الإعلام والمسرح والتمثيل. وعقد الخلفي، في الأسبوع الماضي، لقاء مع النقابة الوطنية للصحافة المغربية تم فيه التطرق لمستجدات الإعداد للمجلس الأعلى للصحافة، حيث تمت مناقشة الإجراءات الجارية لتفعيل القانون المؤسس للمجلس، وتم إطلاع الوفد النقابي على اللجن التي تم إحداثها لمتابعة تأسيس المجلس، خاصة تلك المتعلقة بالأسماء المُقترَحة ولجنة إعداد القانون المؤسس للمجلس. وأكد مصدر حضر الاجتماع أن لقاء النقابة الوطنية للصحافة المغربية مع وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة «مر في جو ودي وإيجابي»، حيث تميز بتوضيح مواقف النقابة من عدد من القضايا، كالاعتداءات التي يتعرض لها الصحافيون وتطبيق دفاتر التحملات التي سيتم الإعلان عنها قريبا. كما استقبل مصطفى الخلفي أعضاء عن المكتب الوطني للنقابة المغربية لمحترفي المسرح، الذين استعرضوا أمامه أهمّ الانشغالات التي تؤرّق بال المهنيين. وقدم محمد بنمسعود، رئيس النقابة، مذكرة مطلبية تضم الخطوط العريضة لمطالب الفنانين الدراميين في مجال المسرح والسينما والدراما التلفزيونية والإذاعية وحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وتم إحداث لجنة مشتركة لدراسة مختلف الملفات ومواصلة الحوار. وفي سياق هذه اللقاءات، استقبل وزير الاتصال وفدا من المكتب التنفيذي للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة برئاسة الملحن شكيب العاصمي. واستعرض وفد النقابة أهم الانشغالات التي تشغل بال الفنانين والموسيقيين، لاسيما نسب حضور الأغنية المغربية في العرض التلفزي والإذاعي العمومي الوطني، وأيضا حقوق المؤلف والفنان، والأوضاع الاجتماعية للفنان المغربي، و دور وزارة الاتصال في معالجة هذه القضايا.