صدر، مؤخرا، كاتب يحمل عنوان «تيرّويْسا»، يعتبر محاولة للنبش في تراث وذاكرة رواد وأعلام الموسيقى الأمازيغية في سوس، الذين بصموا عالم «الروايس» ببصمة ما تزال حاضرة لدى عشاق فن «الروايس». ويعتبر الكتاب، الذي ألّفه الزميل الإعلامي والمنشط الإذاعي محمد ولكاش، أول بادرة من نوعها تسعى إلى الكشف عن أسماء ظلت مغمورة. وقد استطاع المؤلِّف، من خلال اهتمامه وتتبعه لهذا الفن، أن يصل إلى أسماء ومعطيات عن أهم الفنانين الذين تميزوا في فن «الروايس»، حيث تناول الكتاب الحديث عن كون سوس تعتبر مهدا لفن «الروايس»، كما تناول المرحلة التي لم يكن الروايس يستعملون فيها الآلات الموسيقية، معرجا على أهم الآلات التي استُحدِثت في فن «الروايس» وشروط ممارسة مهنة «تيرّويْسا» والعناصر الأساسية للأغنية السوسية وكذا المقامات المُعتمَدة في موسيقى الروايس. كما تحدث الكتاب، في فصله الأول، عن تأثير فن «عبيدات الرمى» على فن الروايس وتاريخ بداية تسجيل الأسطوانات وركّز على من أسماهم المؤلف أمراء آلتي الرباب ولوتار. أما الفصل الثاني فقد استعرض فيه صاحب الكتاب سيرة أزيد من عشرين من رواد فن «الروايس»، الذين عرفتهم سوس، والذين وصل صيتهم إلى العالمية، حيث بدأ بالحديث عن قطب الأغنية الأمازيغية الحاج بلعيد، الذي يعتبر بحق مؤسس فن «الروايس» ومن الواضعين الأوائل لأهمّ أسس فن الروايس. أما الفصل الثالث والأخير فقد أفرده مؤلف الكتاب للروايس بصيغة المؤنث، حيث استعرض السيرة الذاتية لثمانية من رائدات فن الروايس من النساء، بدءا بالرايسة فاطمة تيزكيت، قيدومة الفنانات، حيث كشف من خلال بعض الرويات أن سنة 1915 شكّلت البداية الأولى لغناء النساء في الأماكن العامة، فيما ذهبت رواية أخرى إلى أن أول ظهور لفن «الروايسات» كان سنة 1926 في قلعة تلوات، في الجنوب المغربي، عندما ظهرت النساء للغناء في مكان عام. كما خَصّص الكتاب حيّزا للحديث عن أهم الآلات الموسيقية المُستعمَلة في فن الروايس..