رغبة منها في الانفتاح على الموروث التراث الشعبي باعتباره رافدا أساسيا من روافد الهوية المغربية، وحرصا منها على المساهمة في إماطة اللثام عن هذا الكنز الدفين، ومساهمة منها في وضع لبنة من لبنات إعادة بناء صرحنا الثقافي الامازيغي ، وسعيا منها للكشف عما تختزنه الذاكرة السوسية من إبداع شعبي فني ، وعملا منها على إعطاء هذا المنتوج الثقافي الفني ما يستحقه من عناية،نظمت مؤسسة اكادير ميديا على الساعة العاشرة ليلا ليوم الجمعة 10 غشت 2012 بالمتحف البلدي لاكادير حفل توقيع كتاب : "تيرويسا "للأستاذ والصحفي الامازيغي المرموق "محمد والكاش". استهل الحفل بكلمة لممثل مؤسسة" اكادير ميديا " رشيد فاسح "رحب فيها بالجمهور والحاضرين من مهتمين وباحثين وإعلاميين الذين غصت القاعة بهم ، داعيا الى التصفيق لمحمد والكاش الباحث والمهتم بالتراث الامازيغي تشجيعا له ولما قدمه للفن من تضحيات ونبش في الذاكرة الفنية السوسية العريقة من خلال كتابه "تيرويسا"، ثم شكر كل من ساهم في التحضير للحفل من قريب ومن بعيد. تم تعاقب على المنصة عدد من الأساتذة الحاضرون أصدقاء محمد والكاش ، ومن بينهم الأستاذ "احمد البوخاري " قيدوم مستمعي راديو بلوس ، حيت هنا المؤلف على كتابه الذي يعد مفخرة لأهل سوس وللفن الامازيغي ، وان الكتاب هو تمرة العمل الذي ألفه المستمعون من خلال البرنامج الأثيري" اسايس" والذي يذاع على أمواج محطة راديو بلوس منذ سنين ، والذي استطاع ان يقدم كما هائلا من القطع الغنائية النادرة والتي تمثل نفائس فنية تستحق الاستماع بالنظر لتأريخها لفترات زاهية كانت فيها للإبداع الموسيقي الأمازيغي قيمته المضافة ومساهمته النافذة في إعادة توجيه ذهنية المجتمع نحو الانتباه إلى إشكالاته الأساسية وتناقضانه الصارخة ، واستنهاض الهمم وتقوية العزائم خدمة للصالح العام. وفي كلمة للمؤلف ذكر فيها ، الفرح الذي انتابه وهو واقف أمام الجمهور الحاضر والذي يكن له الخير الكبير ، كما أشار الى الغيرة الكبيرة على الموروث الثقافي الفني الامازيغي وعلى ما الم به من تهميش حتى أصبح يتبدد بدون ان يشعر به المهتمون والباحثون ، وهذا الكتاب اتى كعصارة جهد جهيد ونبش وتنقيب في الذاكرة الشعبية لترويسا، وتشجيعا منه لهذا الفن الامازيغي الأصيل استطاع ان يخرج هذا الكتاب الى الوجود ليحفظ للذاكرة المحلية والوطنية هذا التراث الإنساني من براثن الإهمال وأتون النسيان والضياع ،فشكل بذلك الاستثناء في زمن أصبحت فيه العولمة الثقافية ، من جوانبها وعبر كل ترسانتها تغزوا كل الأوساط والمجالات وتجهز على الثقافات المحلية . وفي حفل شاي أعده المنظمون على شرف الحضور ، انتقل "محمد والكاش " الى توقيع كتابه لأصدقائه ، وزملائه ،والمهتمين والذين تهافتوا على اقتنائه ليحمل إمضاء وبصمة لهذا المؤلف لتبقى لهم تذكارا وعربون محبة وما يكنوه لهذه الجوهرة التي قل نظيرها في سوس والجنوب وخصوصا من يغوص وينبش في غياهب التراث الامازيغي العريق . نبذة موجزة عن محمد والكاش : محمد والكاش إعلامي سوسي وباحث في الأغنية والتراث الامازيغي ، من مواليد دوار المزار بايت ملول سنة : 1954 ، ولج التعليم الأصيل بمعاهد سيدي بيبي وتارودانت ، اشتغل بالميدان الإعلامي في الصحافة المكتوبة منذ سنة : 1978 مراسلا لعدة جرائد وطنية ، وسنة 1988 التحق بالإذاعة الوطنية منشطا لعدة برامج متنوعة ، وسنة :2006 التحق بالطاقم الإعلامي لمحطة راديو بلوس ، يعد من أوائل أسرة تحرير جريدة الانبعاث عند تأسيسها ، ومن مؤسسي النادي الجهوي للصحافة باكادير ، يشغل حاليا مدير ورئيس تحرير سلسلة "أضواء الجنوب" ، وله إسهامات عديدة في العمل الجمعوي أبرزها تأسيس جمعية " مستقبل ازرو " وجمعية "اكادير للتراث والفنون" ، وعضو سابق في النقابة المغربية للمهن الموسيقية . لمحة عن الكتاب : يعتبر كتاب تيرويسا، نبشا في ذاكرة فن الروايس بجهة سوس، ويظم كشكولا تراثيا مهما عبر قراءة كورنولوجية عن مهد هذا الفن الأصيل والضارب في القدم ،من خلا النبش في تاريخ رواده وشعرائه الكبار ، ومن خلا ل ما سجل وعرف من متنهم وعن مسارهم الفني طيلة فترة إبداعهم والذي استمر بعد رحيلهم من خلال ما تراكم من خزانات الاسطوانات.، توثيق وتقديم سيرة هؤلاء المبدعين الذين ترقد جثامينهم في أجداثهم كأنهم لم يحفروا بأظافرهم في تراب سوس الفنية قط ، وحاولت معاول هذا الزمن المتسارع أن تجرف إنتاجاتهم وتحيلها إلى أتون النسيان ، وبذلك يبقى هذا الكتاب "تيرويسا" قيمة مضافة للجهود المتواصلة نحو إنقاذ آخر الإبداعات المجسدة لملاحم فنية من الضروري أن تبقى خالدة أبد الزمن .