هل هناك دخول ثقافي في المغرب؟ سؤال اقتضت العادة أن يُطرَح بعد كل عطلة، على غرار دخولات أخرى، كالسياسي والاجتماعي. فما هي مظاهر هذا الدخول، إن كان له وجود فعلا؟ أم إن الأمر لن يعدو كونه مجرد تكرار سؤال في «مغرب ثقافي» يبتعد يوما بعد يوم. «المساء» استقت آراء مجموعة من الفاعلين الثقافيين، التي اتفقت حول القول إنه لا وجود لا لدخول ولا ل«خروج» ثقافي، وأن الحراك السياسي لم ينفع في تحريك الراكد في «بحيرة الثقافة»، وهكذا ف«دار لقمان على حالها»، إلى أن يثبت العكس.. إدريس الملياني : الدخول الثقافي هو الخروج من العقل الخرافي لا أدري لماذا وإلى متى يظل العمل الصحافي ينشغل بموضوع «الدخول الثقافي»، الذي أصبح منذ حين طويل من الدهر أشبهَ ما يكون ب«حديث خرافة يا أم عمرو».. أو مجرّدَ كلام مكرور يعاد في كل مرة ولا يراد منه غير «الدخول والخروج في الهدرة»، الذي ليس إلا «هدرا» و«هذرا» للكلام الكثير عن زواج «هيدرة»، العجوز التي أدبرت شهوتها وحرارتها أو «كالمهدر في العنة»، على حد قول المثل ولسان العرب الطويل.. وفي أفضل الأحوال، كقرقرة جرة النبيذ أو حنجرة الحمام، وهو بالتالي من قبيل الكلام الباطل الذي لم يعد يرجى منه أي طائل. لا وجود لدخول ثقافي، ولم تعرف الثقافة، في أي يوم أو عام، دخولا ولا خروجا، لأنها ما تزال ترتدي عباءة زمن لا يزداد إلا رداءة، لم تخرج بعدُ من «مقدمة ابن خلدون» ولم تدخل بعد إلى «مدينة فاضلة». وما يزال «الرأي العامّ» غير «وطني» ولا «ثقافي» ولا «سياسي» ولا «إعلامي» ولا «تعليمي» ولا «عقلاني» ولا «علماني».. وما تزال الأسئلة الثقافية مطروحة على قارعة الطريق أو في حريق القارعة، التي لا يكتوي بنارها غير المغتسلين دائما في «مطهرها» الدانتوي دونما رغبة في نعيم ولا رهبة من جحيم.. ولم لا يقال إن «كل شيء» ما يزال يراوح مكانه وزمانه، لم يتحرك قيد أنملة، أو أبعد من أرنبة الأنف إلا قليلا. ربما مثل كل أنواع الدخول الأخرى، «كصراع» الدخول السياسي، المعارض المتعارك والمشارك المبارك على حظ من البؤس سواء، بعد أن غدا جامدا وخامدا وهامدا وفاقدا لأي وعي وحس وطعم ورائحة.. و»ما لجرح بميت إيلام»!.. ورغم ما يتحلى به المجال «التربوي» و«التعليمي» من برامج ضامرة ومناهج قاصرة، فهو ربما وحده الجدير باسم الدخول المدرسي والجامعي، لارتباطه، على الأقل، «بمقررات» مقيّدة باستعمال الزمان ومحددة بمواعيد الامتحان، الذي «يعز فيه المرء أو يهان»! وما ينشر على أعمدة الصحف من غسيل سياسي لا يجفّ تحت شمس وفوق نار أو كهرباء، يشفي غليلا ويكفي دليلا على الدخول الآخر، البرلماني والحكومي، الذي لم يُخرج بعد أي عفريت من مصباح علاء الدين السحري. وما يزال الشيخ «غودو»، حتى هنا والآن، يعِد تارة ويتوعد بثارات وغارات أخرى، دون أن يعرف أحد ما تطبخه القدور التي تفور والمراجل التي تغلي، في كل مكان.. وبالتالي فإن كل أنواع الدخول، المدرسي أو السياسي أو الثقافي، ولاسيما الأدبي والفني غير مرتبطة إلا بزمنه الخاص، الإبداعي، والنفسي أو داخل «سوق الرأس» في انتظار «مشاريع التنمية البشرية»، المؤجلة «الصناعة الفكرية» و«الزراعة الثورية» باستمرار الحياة «الدنيا»، أما الحياة «العليا» فلا حياة لمن تنادي، ولا أحد يلبي هواها في هذا السديم الضبابي، الغامض البهيم.. لذلك فالدخول الثقافي هو الخروج النهائي من ظلمات التخلف والعنف والتطرف والقتل والجهل والعقل الخرافي، البدائي، إلى ملكوت الحياة «العليا»، التي استجاب لها القدر أياما وأعواما، ولكن «الأعراب»، الأشد نفاقا من الإخوان «المظلمين»، لا يريدون في هذه «الدنيا» جمالا من الحياة «العليا» ولا يزدادون إلا ضلالا عن جمال النضال، السياسي والثقافي، وانفصالا عن النضال الحضاري والإنساني بذلك الجمال الذي قيل عنه إنه «وحده ينقذ العالم كله»، لو استجاب له، خاصة هذا «الجنس» غريب الأطوار ومتقلب الأهواء ومُستلَب «الألباب» بثقافة وسياسة الدمار الشامل، المهيمنة على نهى ومنتهى الجموع الغفيرة والسواد الأعظم المسلم اللسان العروبي طويل السنان، حاد الأسنان، شديد العض والعقوق لكل أو جل حقوق الإنسان والبغض لجميع أو بعض أنواع الإبداع والإمتاع والإشباع البشري الجميل. ومن المستحيل بالتالي على كل أنواع الدخول الثقافي الأدبي والفني، أو المدرسي والسياسي الحكومي والبرلماني، أو على أي عطار شعبي أو حزبي أن يصلح ما أفسده الدهر الغشوم، الذي ما هو إلا ظلم الأقارب الأشد مضاضة وفظاظة من جور الأجانب، أو هو حكم الفساد والاستبداد والاستعباد والاضطهاد والطغيان، الذي عمّر قرونا ودمّر فنونا وقهر شعوبا وقبائل شتى طيلة عصور «الجاهليات» الخاليات والحاليات والتاليات «الأصوليات»، الإسلاميات والقوميات، وحتى الأمميات الحليفات الحليقات والملتحيات والمحجبات والسافرات «العاكَِرات».. وفي هذا الخريف العروبي، الخصيب والجديب، لم يعد للثقافة غير وظيفة المهرّج والبهلوان، بعد سقطة «المثقف العضوي» في أحضان السلطة أو في ذاكرة النسيان، حتى لما قاله عنها وكاله لها من شتى أنواع السباب على مدى الآلام والأيام وطيلة أعوام النضال والاعتقال. وإذا هو، بين حكومة وضحاها، أحد رعاياها الأوفياء وكأنه لم يكن يوما من ضحاياها الأبرياء.. و«ما أقصر العمر حتى نضيعه في النضال» -هذه لازمة أغنية مفضلة لدى فئة مناضلة قليلة جدا ولكنها غلبت فئات كثيرة. ألا تبا! لأمثال أولئك الأنذال من أبطال الانتهاز السياسي والثقافي، الذين يتقافزون ويتناقزون كالخازِباز أو الذِّبّان، ربما منذ أول دخول ثقافي وسياسي قبلي على حد قول الشاعر الجاهلي وفارس الضحياء خِداش بن زهير العامري: ولقد علمت إذا الرجال تناهزوا أيّي وأيّكمُ أعزّ وأمنعُ! شاعر
محمد عزيز المصباحي : سؤال الدخول سفيه والوزارة نائمة في العسل في إجابته عن سؤال الدخول الثقافي في المغرب يرى القاص عزيز المصباحي أن طرح هذا السؤال هو في عمقه سؤال سفيه، حيث إنه لا يمكن أن يطرحه عاقل، كما أنه لا يمكن أيضا أن يجيب عنه عاقل.. ويضيف صاحب «قتلتنا الجثة»: «وحتى إذا ما جاء أحد من المريخ أو من أي كوكب بعيد وطرح السؤال وأقسم بأغلظ الإيمان على حسن طويته، وجب ألا نصدقه، أن نتجاهله ونكظم غيظنا... وإذا تحدّانا ووجه سؤاله لحكومتنا، في شخص وزارة ما تزال تصرّ على أن تضمّن اسمها كلمة «ثقافة»، وجب أن ننبّهه إلى أننا نحرص، شديدَ الحرص، على نوم وزارتنا، المحسوبة على ثقافتنا وهويتنا، في العسل، ونرفض رفضا باتا أن يوقظها أحد، بدعوى الدخول أو الخروج الثقافي».. ويرى المصباحي أن ذلك ليس بغريب، حيث إن الوضع عمّه الفساد والكساد، يقول: «إن الأمر ليس بغريب في بلد سَرَّح جميع مثقفيه وأتلف قاعاته السينمائية وهدم مسارحه وأغرق مكتباته بالتافه والمبتذَل من المؤلفات والكتب وخرّب تعليمه وحوّل جامعاته إلى متاحف للجهل ومقرّات للدراويش وقراء الفناجين المقلوبة، يصبح مثل هذا السؤال مثيرا للضغينة وإفساد النوم العسلي».. ويضيف المصباحي، مصورا وضع الثقافة بسخرية القاص المُرّة: «كلما أثير هذا السؤال خطر ببالي بابٌ مقوّس مبنيٌ بالإسمنت والياجور في الخلاء، يمر به المسافرون بين الجديدة ومراكش، أعتقد أن مجلسا قرويا في تلك الناحية كان ينوي بناء سوق أسبوعي هناك، لكنه فضّل بمجرد بناء الباب أن يأكل ميزانية السوق.. فأرض الله كلها أسواق.. وبقي الباب منصوبا.. عندما تمر من خلاله لا تدري هل أنت داخل إلى... أم خارج مِن؟».. ويختم متسائلا: «وكل سنة تبادر الصحف إلى طرح هذا السؤال الملغوم، فهل عافت صحافتنا العسل؟».. قاص
إبراهيم الخطيب : لا حيوية في الدخول الثقافي أمام الحراك السياسي يرى الناقد إبراهيم الخطيب أن مسألة الدخول الثقافي في المغرب يتوجب أخذها على سبيل المجاز ليس إلا، لمجموعة من الاعتبارات، حيث قال: «أعتقد أن الدخول الثقافي في المغرب يجب أن يُفهم على سبيل المجاز»، ووضح ذلك قائلا: «إذا اعتبرنا الكاتب عنصرا أساسيا في هذا الدخول فإننا نجد أنه ليست لدينا حركة نشر تبرمج منشورتها لفترة ما بعد العطلة الصيفية، وفي حالة وجود كتب في طور الإعداد للنشر، فإن المسئولين عن دور النشر لا يقومون بالإعلان عنها في الصحف أو في القنوات التلفزية.. كما لا يحرصون، إبان صدور تلك الكتب، على تنظيم ملتقيات لتقديمها للقراء، علما أن هذا الطرف الهام والضروري في عملية النشر لا يولي أهمية تذكر للإعلان عن الكتب ولا الحضور إبان ندوات التقديم، على ندرتها».. بناء على هذه الوضعية، يستننتج إبراهيم الخطيب أن الدخول الثقافي يأتي متأخرا. إذ قال: «إن هذه الوضعية هي التي تدفعني إلى القول إن الدخول لدينا يحدث متأخرا، لكونه يندرج ضمن النشاطات المرتبطة والمتحلقة حول المعرض الدولي للكتاب إبان شهر فبراير من كل سنة. فهذا المعرض يخلق، ولمدة لا تتعدى عشرة أيام، نشاطا ثقافيا حقيقيا، وإن لم يكن نتيجة صدور كتب مغربية إلا بشكل جزئي، وإنما نتيجة كتب مستوردة من عدة دول».. وختم الخطيب قائلا: «لقد كان من المفروض، بعد إقرار دستور جديد وقيام حكومة جديدة، أن يعرف الدخول الثقافي حيوية مناسبة للحراك السياسي الذي عرفته بلادنا إبان السنة الماضية، لا يبدو أن كل ذلك يُحدث تأثيرا يذكر في وتيرة الخمول التي تعوّدنا عليها، عاما بعد عام». كاتب وناقد
محمد برادة : أصل المعضلة يعود إلى غياب مجلس أعلى للثقافة يعتبر الكاتب محمد برادة أنه ليس هناك دخول ثقافي بالمعنى المتعارَف عليه في أوربا. ويقول في هذا الصدد: «لا أظن أن هناك دخولا ثقافيا بالمعنى المتعارَف عليه في أوربا، لأننا لا نتوفر على تصور متكامل لسياسة ثقافية وأدبية وفنية، تتضافر من خلالها جهود المؤسسات الرسمية والجمعيات المدنية، لتجسيد وتنسيق الجهود المتطلعة إلى جعل الثقافة زادا حاضرا في متناول المواطن. ذلك أن دور النشر عندنا، حسب علمي، لا تعلن عن إصداراتها السنوية، ووزارة الثقافة لا تخبر بأنشطتها ومعارضها ومشاريعها المنتظرة، والجمعيات أيضا تمارس عملها بالتقسيط، وحسب «التّْياسير».. وعلى ذلك، يضيف صاحب «لعبة النسيان»: «من هنا، لا يستطيع المتلقي أن ينظم برنامجه بكيفية تتيح له الاستفادة من الأشياء التي تهمه». وهذا الدخول المعلن يمنع، حسب برادة، من قياس حجم الإنتاج ومقارنته بما تحقق في السنوات الماضية. يقول: «لكنني أعلم أن كتبا جديدة ستنشر ونشاطات ستنظم، إلا أنها تظل في طي الكتمان والمجهول. وهذا الغياب للإعلان عن حضور الثقافة عند الدخول يحرمنا من قياس حجم الإنتاج ومقارنته بما تحقق في السنوات الماضية. وأظن أن أصل المعضلة يعود إلى غياب مجلس أعلى للثقافة يضمّ المختصين في جميع المجالات ويتولى التنسيق وتنظيم الدخول، لإفادة المتلقين». روائي
عبد الفتاح الحجمري : ضرورة جعل الثقافة شأنا يوميا قال الناقد والكاتب عبد الفتاح الحجمري إنه لم تترسخ لدينا تقاليد الدخول الثقافي وتتكرس بشكل منهجي وبموعد محدد يفتتح «السنة الثقافية» وينهيها. ويوضح أن «حدث أو أحداث الدخول الثقافي توازيها في العادة أحداث الاختتام أو حفلاته. هناك على مدار السنة العديد من المؤسسات الثقافية والعلمية (جامعات، جمعيات، كليات، وزارات ذات الاهتمام، مراكز ثقافية أجنبية، دور ثقافة، مسارح) تنظم ندوات ولقاءات ثقافية وملتقيات بموعد قار أو متحول». وعلى ذلك، يضيف الحجمري: «يمكن أن نتحدث هذه الأيام أكثر عن «الدخول المدرسي والجامعي»، وعادة ما يتم إرجاء الدخول الثقافي إلى شهر فبراير، موعد تنظيم المعرض الدولي للكتاب والنشر في الدارالبيضاء، لانتظام موعده ولكون الناشرين والمهتمين بصناعة الكتاب، وحتى الأدباء والمثقفون، يقرنون تقديم إصداراتهم الجديدة بتاريخ عقد المعرض». ويتابع الحجمري قائلا إن هذا الوضع ناتج عن غياب فلسفة للدخول الثقافي، يقول: «لم تترسخ لدينا بعد فلسفة للدخول الثقافي، بل إن الثقافة لا تحظى بالأولوية أثناء تصور السياسيات العمومية، لذلك تتضاءل قيمة هذا الرأسمال الرمزي أمام الرأسمال الاقتصادي مثلا، رغم ما للثقافة من أهمية وأولوية في برامج التنمية والتعليم ومحاربة الأمية والتدبير العقلاني لمنظومة القيّم وأساسيات المدنية الحديثة؛ أتحدّث هنا، طبعا، عن الثقافة بمعناها الواسع. إن الرقيّ الاجتماعي غير منعزل عن الرقي الثقافي، وإهماله أو تهميشه هو إهمال لكرامة الإنسان وإخلال بأبنية الوعي، التي تنتصر لقيّم العصر ضد خطر التعصب والتطرف والانغلاق وخواء الروح». ويرى عبد الفتاح الحجمري أنه لا بد من تحويل الشأن الثقافي إلى شاغل يومي، بابتكار سياسة ثقافية عقلانية ومنتجة، وبحوار جاد يراعي الدينامية الاجتماعية والسياسية التي يعرفها المغرب راهنا، وبالمساهمة في الأوراش الإصلاحية الكبرى التي انخرط فيها منذ عقد تقريبا، لما للثقافة من دور في التنمية وفي إغناء الذاكرة الجماعية ومدّها بقيّم التفتح وروح المبادرة والمثاقفة الإيجابية، وفي الآن ذاته إبعادها عن الأفكار المكرورة وخطابات التبرم. كاتب وناقد
حسن الوزاني : عدد العناوين الصادرة في فرنسا في أسبوع واحد يوازي ما نصدره في المغرب في سنة كاملة.. في جوابه عن سؤال الدخول الثقافي، قال حسن الوزاني، مدير الكتاب في وزارة الثقافة، إن الحديث عن الدخول الثقافي في المغرب، وعلى الأقل في الجانب المرتبط منه بالنشر، يجب أن يستحضر معطى تاريخيا هاما يرتبط بحداثة التجربة المغربية في هذا الإطار، حيث لا يجب أن ننسى أن المغرب كان آخر الدول الإسلامية التي عرفت دخول الطباعة، وكان ذلك أربعة قرون بعد لبنان، على سبيل المثال. وبالطبع للجانب التاريخي ثقله الخاص، إضافة إلى عوامل أخرى. وتبدو المقارنة مع التجربة الفرنسية، التي اعتدنا أن نعتبرها النموذج، قاسية نوعا ما، حيث إن عدد العناوين الصادرة في فرنسا خلال أسبوع واحد توازي ما نصدره في المغرب خلال سنة».. ويستدرك بأن ذلك «لا يعفينا، سواء كمؤسسات حكومية أو مؤسسات مشتغلة في القطاع، من أن نطمح إلى تطوير تجربتنا الثقافية عموما، لأن دينامية المشهد الثقافي في المغرب تستحق أن توازيها صناعة ثقافية حقيقية». ويضيف الوزاني أن «إيقاع النشر في المغرب قد أصبح مضبوطا على موعد المعرض الدولي للكتاب، الذي أضحى يُشكّل لحظة الدخول الثقافي في بلدنا ، على الأقل على مستوى صناعة الكتاب، بما يحمله المعرض من عدد هام من المنشورات التي تصدر بمناسبته. بينما يعرف شهرا شتنبر وأكتوبر تفرُّغَ أغلب المطابع ودور النشر المغربية ومكتبات البيع لإنتاج وترويج الكتاب المدرسي، خصوصا بعد تحريره». أما بخصوص «الطبق الثقافي» الذي أعدّته الوزارة للمغاربة خلال هذا الدخول، فقال إن وزارة الثقافة ستطلق عددا هامّا من التظاهرات الثقافية والفنية خلال هذه السنة، حيث سيتم، على سبيل المثال، تنظيم خمسة عشر معرضا جهويا للكتاب وتظاهرات كبرى بمناسبة تسجيل الرباط ضمن لائحة التراث العالمي من طرف «يونسكو»، من بينها تنظيم معارض للتراث والتشكيل والمخطوطات وإعداد وإصدار عدد من المنشورات بالمناسبة، من بينها كتاب جميل يضمّ شهادات عدد من الكتاب العرب والأجانب عن علاقتهم بالمدينة، وبيبليوغرافيا ضخمة عن المدينة». ويضيف أنه سيتم تنظيم ندوة كبرى حول رولان بارث في مكناس، بتنسيق مع الجمعية الدولية للنقد الأدبي، وبمشاركة باحثين من 14 دولة، وافتتاح الموسم المسرحي وتنظيم المهرجان الدولي لمسرح الطفل وإطلاق المهرجانات الجهوية للتشكيليين الشباب، التي ستتوج بملتقى وطني كبير، وإطلاق الأيام الثقافية الروسية في المغرب والأيام الثقافية الجزائرية ومهرجانات فنية أخرى، من بينها مهرجان «أحواش»، في وازازات، ومهرجان «الروايس» في إنزكان ومهرجان «الإيقاعات» في تارودانت، إضافة إلى سلسلة التظاهرات واللقاءات التي من المفروض أن تُنظَّم على مستوى المراكز الثقافية، التي تسعى من خلالها الوزارة إلى خلق بنيات ثقافية متكاملة، تحتوى كل منها، على سبيل المثال، على خزانة وقاعة عروض مسرحية ومحترفات فنية. ويستدرك مدير الكتاب في وزارة الثقافة قائلا إنه «رغم كل هذا البرنامج، والذي يمتد خلال السنة ولا ينحصر في لحظة الدخول الثقافي ويشمل أيضا غيره من اللحظات الثقافية التي تنظمها مؤسسات أخرى بدعم من الوزارة، نعي في الوزارة أننا لا يجب أن نصير فاعلا ثقافيا يعوّض الفاعلين الأساسيين، سواء تعلق الأمر بمجالات النشر أو التنشيط الثقافي.. ودور الوزارة هو أن تخلق الإطار العامّ المناسبَ لاشتغال هؤلاء». مدير الكتاب بوزارة الثقافة