طنجة المهدي السجاري طالب الفريق الاشتراكي بمجلس النواب المنظمة الأمريكية «روبرت كينيدي» لحقوق الإنسان بإنجاز عملها دون أحكام مسبقة وبالتجرد الذي يفترضه العمل الحقوقي النزيه. وعبر الفريق الاشتراكي، في رسالة موقعة من طرف رئيسه أحمد الزيدي، عن أسفه ل«الانحرافات الخطيرة» التي طبعت أنشطة البعثة خلال زيارتها للأقاليم الجنوبية المغربية، مسجلا رفضه ل«نزعة الانحياز وغياب الموضوعية التي تحكمت في مهمة «البعثة الحقوقية»، والتي تمثلت على الخصوص في اختيار منزل أمينتو حيدر، المعروفة بحقدها وعدائها لبلدها ولنزعتها الانفصالية، وباصطناع الأحداث والركوب على كل حدث مهما كان، ليكون مقرا لعمل المنظمات المذكورة، وهو ما يشكل انحيازا مكشوفا وموقفا مسبقا وتجسيدا للطبيعة السياسية ل«المهمة» الحقوقية». وأكد الفريق الاشتراكي رفضه القوي للتصريحات التي يطلقها بعض أعضاء الوفد الحقوقي بشأن «دعم تمكين المينورسو من صلاحيات مراقبة حقوق الإنسان»، والتي تعتبر تجاوزا للطبيعة الحقوقية لمهمة الوفد، وهو ما يتعارض مع تأكيدات الأمين العام الأممي بان كي مون للملك محمد السادس مؤخرا من أن لا تغيير في طبيعة عمل المينورسو وخطة المنظمة في الصحراء. وأبدى الفريق النيابي لحزب الاتحاد الاشتراكي رفضه ل«النزعة الانتقائية التي اعتمدها وفد المنظمات الحقوقية في اختبار الأشخاص والمنظمات التي اكتفت أو ستكتفي بالالتقاء به، إذ يتعلق الأمر، إلى حدود يوم الإثنين 27 غشت 2012، بمنظمات موغلة في موالاتها للانفصاليين ومتطرفة في معاداتها للمغرب ومؤسساته، مما يعتبر تحقيرا لباقي منظمات المجتمع الحقوقي والمدني بالأقاليم الصحراوية المغربية»، مستغربا في السياق ذاته تخصيص الوفد الحقوقي أقل من ساعتين فقط للقاء حوالي عشر منظمات حقوقية ذات المصداقية والتمثيلية الحقيقية والرافضة للانفصال، في حين خصص يومين كاملين لاستقبال جماعات انفصالية. من جهة أخرى، سجلت الرسالة، الموجهة إلى رئيسة المنظمة، صمت المنظمات الزائرة، وخاصة مؤسسة «روبرت كينيدي» لمدة سنوات عن الجرائم التي يرتكبها مسؤولو البوليساريو في حق السكان المحتجزين بحمادة تيندوف في ظل غياب أي مؤسسة أو سلطة للرقابة وفي ظل الطوق المضروب على معاناة المواطنين هناك، والاختطافات والاعتقالات التي يتعرض لها كل من يعارض نهج البوليساريو، داعية في السياق ذاته إلى التحقيق في الجرائم المرتكبة في حق السكان المحتجزين بحمادة تندوف. وتطلع الفريق الاشتراكي إلى «أن تكون هذه الزيارة مناسبة للمنظمات المعنية لتشكل صورة حقيقية وموضوعية عن واقع حقوق الإنسان في شموليته، في الأقاليم الجنوبية المغربية، كما في مخيمات حمادة تيندوف بالجزائر، حيث يحتجز آلاف المغاربة الصحراويين من طرف ما يسمى بالبوليساريو والدولة الحامية له أي الجزائر». ومن المنتظر أن يحل اليوم الأربعاء وفد منظمة «روبرت كينيدي» لحقوق الإنسان، بقيادة رئيسته كيري كينيدي، في مخيمات تندوف في إطار الزيارة التي تستمر إلى غاية 31 من الشهر الجاري، بعد أن طار يوم أمس الثلاثاء إلى الجزائر، وسط دعوات لفضح انتهاكات حقوق الإنسان بحمادة تندوف فوق التراب الجزائري.