تدخلت قوات الأمن، عصر أول أمس، ل»تحرير» باشا القنيطرة، بعدما حاصره مجموعة من أنصار النادي القنيطري لكرة القدم الغاضبين، مباشرة بعد انتهاء المواجهة التي انهزم فيها »الكاك« بهدف لصفر أمام ضيفه النادي المكناسي بالملعب البلدي. وتفاجأ سلام عربوني، باشا المدينة، بتدفق عدد كبير من جمهور »الكاك« نحوه، مانعين إياه من ركوب سيارته لمغادرة الملعب، حيث قاموا بمحاصرته، تحت أعين كبار المسؤولين بالمدينة، وأمطروه بوابل من الانتقادات اللاذعة التي تحمله مسؤولية تردي أوضاع فريقهم، وتتهمه بالعمل ضد المصالح العليا للنادي، بعدما قرر تسليم وصلي إيداع لمكتبين، أحدهما يترأسه اللاعب الدولي السابق محمد شيبو، والثاني لمحمد شيبر، الرئيس السابق للجنة المؤقتة. ووجد عربوني نفسه في وضع محرج للغاية، خاصة بعد أن طلب منه محاصروه، وبإلحاح شديد، تفسير قراره المذكور، وتقديم تبريرات مقنعة، مطالبين إياه بعدم تزكية رموز الفساد الرياضي بالمدينة، وهو ما أربك كثيرا الباشا، ودفعه إلى محاولة الانسلال منهم لتجنب أية مشادات كلامية غير محمودة العواقب. ولم ينفك الحصار المضروب عن باشا المدينة إلا بعد أن تدخلت عناصر القوات العمومية والأمن الخاص، التي قامت بتطويق الباشا بحزام بشري، و»تهريبه« عبر بوابة حديدية إلى داخل رقعة الملعب، حيث تم انتظار إخلاء الملعب البلدي من الجماهير لتأمين خروج المسؤول السالف الذكر. وكانت جماهير »إلتراس حلالة بويز« قد رددت خلال هذا اللقاء شعارات تدعو إلى إسقاط الفساد، موجهة الاتهامات لمسؤول حزبي بنهب مال الفريق، وحملته مسؤولية عدم الاستقرار الإداري الذي يعرفه »الكاك« لباشا القنيطرة، وصب أحدهم جام غضبه على الباشا مخاطبا إياه »راه هاد الشي ليديرتي ماشي معقول«. وعلمت «المساء»، أن تقارير أمنية توصلت بها وزارة الداخلية تحذر من أجواء التوتر والغليان التي أضحى الشارع القنيطري يشهدها بسبب الخلافات الحادة التي تمزق جسد الفريق حتى بات مهددا بالنزول إلى القسم الثاني لعدم وجود مكتب قانوني قار، ووفق التقارير نفسها، فإن السلطات المحلية باتت مطالبة بحل عاجل لهذه الأزمة تفاديا لعودة احتجاجات جماهير »الكاك« إلى الشارع، والتي كان عدد المشاركين فيها يضاعف أنصار حركة 20 فبراير أثناء خروجهم للتظاهر بالقنيطرة عشرات المرات.