في تطور لافت للصراع الدائر منذ أشهر على خلافة عباس الفاسي،الأمين العام لحزب الاستقلال، دخل امحمد الدويري، عضو مجلس الرئاسة، على خط منافسة كل من عبد الواحد الفاسي، وحميد شباط، عضوي اللجنة التنفيدية،على منصب الأمين العام المنتظر انتخابه من قبل الدورة الأولى للمجلس الوطني في 22 شتنبر القادم. وعلمت «المساء» من مصادر استقلالية جد مطلعة أن عضو مجلس الرئاسة شرع على بعد أقل من شهر من انعقاد الدورة الأولى للمجلس الوطني للحزب، في الترويج لنفسه ك«مرشح الحل الثالث» لخروج الحزب من أزمة الأمانة العامة، التي تعصف به منذ محطة المؤتمر السادس عشر المنعقد نهاية يونيو الفائت. وحسب مصادرنا، فإن الدويري، الذي لم يهضم بعد استبعاد ابنه عادل الدويري من السباق نحو الأمانة العامة، بعد أن كان أحد الأوراق التي ناور بها شباط قبل أن يسحب البساط من تحت أقدام الجميع بطرح نفسه منافسا لنجل مؤسس الحزب، يبذل مساعي في اتجاه أطراف مؤثرة في صنع القرار الاستقلالي من أجل الظفر بدعمها. المصادر أشارت إلى أن مؤسس نقابة الحزب يحاول جاهدا من خلال اتصالات أجراها ويجريها إقناع زميليه في مجلس الرئاسة، امحمد بوستة، الأمين العام السابق، وعبد الكريم غلاب، عضو اللجنة التنفيذية سابقا، بكونه مرشح الحل الثالث الذي تم طرحه من قبل قيادات استقلالية كمخرج لأزمة الحزب، والأمين العام الأصلح لقيادة الاستقلاليين في المرحلة القادمة وتوحيدهم. وحسب المصادر، فإن دخول الدويري دائرة التنافس يثير أسئلة عدة حول مدى إمكانية التوافق عليه كمرشح لجميع الاستقلاليين يجنبهم شر ما بعد محطة 22 شتنبر المقبل، وكذا إمكانية تنازل شباط والفاسي عن ترشيحيهما لصالحه. المصادر التي تحدثت إلى الجريدة لم تستبعد إمكانية قيام تحالف ضد «آل الفاسي» بين شباط والدويري، الذي يبدو أنه لم ينس طموحه القديم في قيادة الحزب، الذي ضاع منه في فبراير 1998 خلال المؤتمر الثالث عشر، حينما حرمه تحالف عائلة الفاسي من الأمانة العامة، التي آلت حينها إلى عباس الفاسي العائد لتوه من تونس سفيرا، بعد غياب طويل عن الحزب. من جهة أخرى، خطف شباط الأضواء من غريمه ومنافسه على منصب الأمانة العامة للحزب، خلال حفل زفاف كريمة القيادي الاستقلالي عبد الله الوارثي، المقام ليلة الجمعة الماضي بمدينة القنيطرة. وبدا شباط نجم الحفل- الذي حضره عباس الفاسي، الأمين العام للحزب، ومحمدالسوسي، المفتش العام، وعدد من القيادات الاستقلالية من الصف الأول، وأخرى بجهة الغرب شراردة بني احسن- بامتياز، حيث خصص له استقبال حار من قبل أنصاره.