أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن مبعوثه الشخصي إلى الصحراء، كريستوفر روس، وممثله الخاص، الألماني فولفغانغ فيسبرود فيبر، سيضطلعان بمهامهما ضمن إطارها المحدد من قِبَل مجلس الأمن من أجل تحقيق تقدُّم في مسلسل تسوية قضية الصحراء، وبالتالي المساهمة في إقامة علاقات ثنائية منشودة مع الجزائر، وفق ما جاء في في اتصال هاتفي أجراه مع الملك أول أمس السبت، وفق بلاغ للديوان الملكي. وأوضح بان كي مون أن الأممالمتحدة لا تعتزم إدخال أي تغييرات على مهامها في مجال الوساطة التي تتوخى إيجاد حل سياسي لهذا النزاع، مقبول من لدن الأطراف، فيما رجحت بعض المصادر أن يكون المغرب سوى خلافه مع الأممالمتحدة بعد هذا الاتصال الهاتفي بين الملك وبان كي مون. واعتبر مصطفى ناعيمي، الباحث في شؤون الصحراء، الاتصال الذي جرى بين الملك محمد السادس وبان كي مون، «سابقة من نوعها تدُلّ على منهجية القرب الذي تسير نحوها الهيئة الأممية، والتي تدل على أن العلاقة بين المغرب والمشروعية الدولية تابثة وقوية ودائمة». وبخصوص تشبث بان كي مون بمبعوثه الشخصي رغم أن المغرب سحب منه ثقته، يفسر ناعيمي ذلك، في تصريح ل«المساء»، بأن الفترة القانونية لروس شارفت على النهاية، كما أنها تدل على تشبث الهيئة الأممية باستقلاليتها حتى لا تصبح عرضة لمضايقات أي طرف كلما جد جديد أو ظهر نوع من الاختلاف بين الأطراف. ومن الجديد الذي حملته مكالمة الأمين العام للأمم المتحدة رغبة الهيئة في تقريب وجهات النظر بين المغرب والجزائر، وهذا ما يعتبره الباحث في شؤون الصحراء «نوعا جديدا من المراجعة يهدف إلى أخذ المطالب المغربية جملة وتفصيلا وأن موقف المغرب جدي ومعتبر». ومن جهته، اعتبر مصدر دبلوماسي أن الاتصال الذي جرى بين الملك وبين الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، جاء من أجل التأكيد على أن مهمة مبعوثه الشخصي كريستوفر روس ستظل منحصرة في دورة الوساطة وتسهيل العلاقة مع الجزائر، وهو بذلك يرسم لمبعوثه حدودَ عمله حتى لا يقع في الانزلاقات والانحرافات التي سجلها المغرب وعلى إثرها سحب ثقته من روس. وأضاف المصدر ذاته، في حديثه إلى «المساء»، أن المكالمة جاءت من أجل إعطاء دينامية للتفاوض، مبنية على روح التوافق والواقعية والتأكيد على أن الأولوية للحل السياسي انطلاقا من مبادرة الحكم الذاتي. وقد جدد الملك، في مكالمته، حسب بلاغ الديوان الملكي، الذي نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء، التأكيد على المقترحات الجدية والإرادية والمثمرة للمملكة٬ والتي تتأسس بشكل واقعي حول مقترح الحكم الذاتي المتقدم، الذي أشادت به المجموعة الدولية كحل جدي يحظى بالمصداقية لهذا النزاع المزمن . ومن جهة أخرى، أشاد بان كي مون ب«انتصار الملك محمد السادس للقيّم الدولية النبيلة»٬ مبرزا «المساهمة القيمة للمغرب كعضو نشيط في مجلس الأمن الدولي وكمساهم رئيسي في عمليات حفظ السلام». وجدد الأمين العام للأمم المتحدة «تقدير المنظمة للالتزام الدائم للمملكة المغربية، التي استجابت على الدوام لنداءات المجموعة الدولية بشأن الوقاية من النزاعات وتعزيز السلم الدائم على المستويين الإقليمي والدولي». ومن جانبه، جدد الملك التأكيد على تشبث المملكة الدائم بخدمة القيّم العالمية للسلام والتعاون التي ترعاها الأممالمتحدة. يذكر أن المغرب كان قد أعلن، في شهر ماي الماضي، سحب ثقته من كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، بسبب مواقفه وتصريحاته غير المنصفة وغير المحايدة ، كما أن تقريره الأخير حول الصحراء حاول المس بمهمة ال«مينورسو».