قطع العشرات من سكان دوار «عين علا»، في بلدة هرمومو، التابعة لإقليمصفرو، صباح أول أمس الخميس، ما يقارب 7 كيلومترات مشياً على الأقدام، رافعين شعارات ولافتات تطالب برفع التهميش الذي طال المنطقة منذ حوالي نصف قرن وبتزويد الدوار بالكهرباء. وقد انطلقت المسيرة، التي شارك فيها الشيوخ والنساء والأطفال، من مدخل بلدة أهرمومو وتوجهت نحو مقر جماعة «إغزران». وقال أحد المحتجين إنه سبق للسلطات المحلية أن قدّمت وعودا بكهربة الدوار، لكنه لم يستفد إلى حد الآن من برامج كهربة العالم القروي. وكان عامل إقليمصفرو قد زار، في وقت سابق، هذا الدوار ووعد، بدوره، بحل المشكل، لكن الوضع بقي على حاله، حسب تقرير للمحتجين. وقد تسبب مشكل عدم استفادة الدوار من الكهرباء في إجهاض مشاريع تنموية لإحدى التعاونيات النسائية التي استفادت مؤخرا من آلات الخياطة لفائدة فتيات الدوار، لكنّ المشروع بقيّ على حاله. ويقول سكان منطقة هرمومو، التي تم تغيير اسمها بعد أحداث 1971 و1972 إلى بلدة «رباط الخير»، إن منطقتهم لم تعرف أي برامج للتنمية منذ بداية استقلال المغرب، ما يدفع عددا من الشبان في المنطقة، ومنهم طلبة يتابعون دراستهم في جامعة فاس، إلى الخروج في احتجاجات كل موسمِ صيف، للمطالبة بتنمية البلدة. وكان المحتجون، في إحدى هذه المظاهرات، قد اقتحموا مقر بلدية هرمومو، واتهموا منتخبيها بعدم الاهتمام ببرامج فك العزلة عن البلدة، مطالبين بمحاسبتهم. وتعرف البلدة نقصا حادّا في البنيات التحتية، من طرق ومستوصفات وكهرباء وغياب للمرافق العمومية. ويعتبِر عدد من أبناء البلدة أن هذا النقص دفع عددا كبيرا من العائلات إلى الاستقرار بشكل شبه نهائي في المدن الكبرى. وقال طالب غاضب، وهو يتحدث عن هذا الوضع: «إن السلطات هي التي تشجع على الهجرة القروية نحو الأحياء الفقيرة في المدن الكبرى». ولم يتمكن محتجو دوار «عين علا»، هذه المرة، من اقتحام مقر جماعة «إغزران»، القروية، التي يتبع لها الدوار المذكور بسبب تطويقها من قِبَل عناصر القوات العمومية التي تم استقدامها من مدينة صفرو.