فارق موظف مغربي كبير، يشغل منصبا هاما في الدولة، أول أمس الثلاثاء، الحياة بعد حادث تعرّض له في مطار الرباط -سلا، عندما كان يهمّ بالنزول من سلم طائرة قادمة من السعودية. وأوضح مصدر مطلع أن المسؤول المذكور، الذي كان في رحلة للديار المقدسة من أجل أداء مناسك العمرة، سقط من درج الطائرة وكان يمكن إنقاذه، لكن باءت جميع محاولات إسعافه بالفشل نظرا لعدم وجود طبيب المداومة الطبية في المطار المذكور. وأكد مصدرنا أن إدارة المطار من واجبها إلزام طبيب المداومة بالتواجد داخل المطار تحسبا لأي طارئ، فيما سجل مصدر آخر الغياب الكلي للممرضين، الذين كان بإمكانهم تقديم الإسعافات الأولية في مثل هذه الحالات الطارئة داخل المطار، بل إن مصدرنا يؤكد أن الأطر الطبية المكلفة بهذه المهمة لم لم تطأ أقدامها أرض المطار منذ أكثر من شهر. وذكر المصدر ذاته أن ما زاد من تفاقم الوضع الصحي للضحية تأخر وصول سيارة الإسعاف الخاصة بالمطار، والتي كان من المفروض، حسب معايير السلامة الجوية، أن تكون على أهبة الاستعداد للتدخل السريع، مضيفا أن سيارة الإسعاف تأخرت لأكثر من ساعة، ما أدى في النهاية إلى فشل محاولات إنقاذ الضحية، الذي فارق الحياة. ورجّح المصدر ذاته أن يكون سبب تأخر وصول سيارة الإسعاف غياب السائق الخاص بها، بسبب تكليفه من طرف إدارة المطار بمهامّ أخرى تعتبرها أكثر «حيوية»، كقضاء بعض الأغراض الخاصة بالإدارة ونقل موظفي المطار إلى منازلهم، إضافة إلى تكليفه بمهمة مصاحبة فريق المداومة التقنية في تدخلاتهم. وأوضح مصدرنا أن كثرة الأعباء الملقاة على السائق المذكور أدت، قبل أيام، إلى حادث طائرة الأمير مولاي رشيد، حيث كاد أن يؤدي غياب السائق (في مهام أخرى) إلى تأخر تدخل فريق المداومة التقنية لإصلاح عطب في برج المراقبة، وبالتالي تأخر إقلاع الطائرة، قبل أن يتكرر نفس الأمر أول أمس، ليساهم ذلك في عدم التدخل في الوقت المناسب، مما كان سيُمكّن من إنقاذ الضحية. واستغرب المصدر ذاته تكرار الحوادث في المطار بسبب ما اعتبره سوءَ توزيع واستغلال الموارد البشرية واللوجستيكية من طرف إدارة المطار، مشددا على أن أكبر مظاهر سوء استغلال الموارد اللوجستية داخل المطار إصرار مسؤولي المطار على عدم تزويد المصلحة التقنية بالسيارة رباعية الدفع التي خصصتها المصالح المركزية لهذا الغرض، رغم المخاطر على سلامة الملاحة الجوية التي يمكن أن تُسجَّل بسبب غياب وسيلة نقل ناجعة. ويأتي هذا الحادث أياما قليلة بعد حادث العطب الذي طال أجهزة التواصل مع طائرة الأمير مولاي رشيد للتوجه إلى المملكة العربية السعودية، وهو ما دفع إدارة المكتب الوطني للمطارات إلى إيفاد لجنة تحقيق يرأسها مدير الافتحاص في المكتب من أجل البحث في كيفية تسرب الخبر إلى «المساء» عوض البحث في الأسباب التي أدت إلى العطب التقني الذي وقع. إإلى ذلك، أكد مصدر مسؤول داخل المكتب الوطني للمطارات أن المعتمر فارق الحياة بعد وصوله إلى مستشفى الشيخ زايد. وأوضح المصدر ذاته في اتصال هاتفي مع «المساء» أن المعتمر الذي كان على متن الرحلة رقم «AT1741» سقط وهو ينزل الدرجات الخمس الأخيرة لسلم الهبوط، مما أدى إلى ارتطام رأسه بأرضية المطار. وأضاف المصدر ذاته أن طبيب المطار، الذي تم الاتصال به من طرف مسؤولي المطار حوالي الساعة الرابعة و40 دقيقة، كان غائبا. فيما قامت طبيبة متخصصة في الإنعاش، كانت على متن الرحلة التي كان على متنها الضحية، بنقله إلى المستشفى بسبب حالة الغيبوبة التي كان فيها. وقد تم نقله عبر سيارة إسعاف تابعة للمكتب الوطني للمطارات، قبل أن يفارق الحياة. وأكد المصدر ذاته أن إدارة المكتب فتحت تحقيقا في الحادث الذي عرفه مطار الرباطسلا لتحديد المسؤوليات.