عاش مطار الرباطسلا، يوم الاثنين المنصرم، حالة استنفار غير مسبوقة بعد تسجيل عطب تقني أصاب وسائل الاتصال بين برج المراقبة والطائرة التي كانت ستقل الأمير مولاي رشيد إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في أشغال مؤتمر القمة الإسلامية. وذكر مصدر مطلع أن المراقبة الجوية، التي كانت مكلفة بتأمين التواصل بين برج المراقبة وربابنة الطائرة، طلبت بشكل عاجل إصلاح العطب التقني الذي أصاب أجهزة التواصل، والذي بدونه لن تتمكن أي طائرة من الإقلاع أو الهبوط. وذكر المصدر ذاته أن فريق المداومة التقنية المكلف بالحفاظ على استمرارية عمل أنظمة الطيران المدني عجز عن التدخل الفوري لإنقاذ الوضع وإعادة الأجهزة إلى حالتها الطبيعية، نظرا إلى عدم توفره على الإمكانيات اللوجستيكية الضرورية للتنقل إلى برج المراقبة. واضطر أحد أعضاء الفريق التقني إلى المشي سيرا على الأقدام لمسافة تقارب الكيلومتر من أجل إنقاذ الوضع، قبل أن يتدبر أحد الموظفين سيارة لنقل الفريق إلى برج المراقبة. وأشار مصدرنا إلى أن تقنية متخصصة في سلامة الملاحة الجوية تعمل بالمطار، كانت في طريق العودة بعد أن قامت بإصلاح العطب التقني، تعرضت لحادث إثر توقف مصعد المطار قبل المستوى المعتاد بسبب خلل فني، مضيفا أن التقنية المعنية بالأمر سقطت على الأرض، مما أدى إلى نقلها على وجه السرعة إلى إحدى المصحات من أجل تلقي العلاج، حيث خضعت لعملية جراحية. وفي سياق متصل، أوضح مصدر من نقابة تقنيي سلامة الملاحة الجوية، التابعة للاتحاد المغربي للشغل، أن إدارة المكتب الوطني للمطارات أقدمت منذ قرابة سنة على كراء عدد من السيارات رباعية الدفع وتوزيعها على عدد من المطارات المهمة، قصد استغلالها من قبل فرق المداومة التقنية في تدخلاتها التي تحتاج إلى السرعة، غيٍر أن مدير مطار الرباطسلا رفض تخصيص السيارة التي زودته الإدارة بها للمصلحة التقنية، وفضل استعمالها في تنقلات أخرى خاصة بالمطار، وهو ما دفع بالنقابة إلى مراسلته وتحذيره من خطورة هذا التصرف، خصوصا أن مطار الرباطسلا يتميز باستعماله من طرف كبار الشخصيات الوطنية والدولية، و هو ما يتناقض، حسب المصدر ذاته، مع المرسوم رقم 1852 الصادر عن مديرية الطيران المدني، الذي ينص من بين بنوده على ضرورة توفير جميع الوسائل التي تمكن تقنيي سلامة الملاحة الجوية من أداء مهامهم الحساسة على أحسن وجه، وبما يتوافق والتزامات المغرب الدولية.