اعتقلت عناصر الأمن في طنجة، يوم الاثنين الأخير، ما يناهز 100 مواطن إفريقي من جنسيات مختلفة دخلوا إلى المغرب بشكل غير قانوني، وكانوا يستعدون للهجرة السرية صوب أوربا، قبيل الزيارة الملكية للمدينة، التي انطلقت منذ يوم أمس الأربعاء. وذكرت مصادر مُطّلعة أن عناصر الأمن قامت بعمليات مداهمة لعدد من تجمّعات المهاجرين السريين الأفارقة القريبة من سواحل المدينة، وخاصة في ميناء طنجة ومنطقة «الغندوري»، كما قامت باعتقال عدد كبير من الأفارقة من ممتهني التسول. وتأتي هذه الحملة بعد أيام فقط من حملة مماثلة أدت إلى اعتقال 18 مهاجرا سريا إفريقيا في غابات منطقة «الرميلات» الساحيلة، والذين كانوا يستعدون لعبور مضيق جبل طارق، حيث حجزت السلطات الأمنية في هذه العملية قاربا مطاطيا ومعدات إبحار. وكانت حملات «الاستعداد» للزيارة الملكية قد انطلقت منذ أزيد من شهر، بعدما تأكد أن الملك سيقوم بجولة رمضانية في المدن الشمالية، وارتفعت وتيرة هذه الاستعدادات بعد أن أصدر الديوان الملكي بلاغا رسميا يؤكد فيه أن الملك قرر إحياء «ليلة القدر» في مسجد محمد الخامس. وكانت مدينة تطوان قد شهدت، بدورها، حملة واسعة لاعتقال المشرّدين والمختلين عقليا، استعدادا للزيارة الملكية، حيث نقل الموقوفون إلى المركّب الاجتماعي في منطقة «الزياتن» في طنجة، وهو الأمر الذي تم بأمر من سلطات الولاية، حسب ما ذكرت مصادر مطلعة. وأدت هذه الحملة إلى توقيف أزيد من 50 مشردا ومختلا عقليا، تتجاوز أعمار عدد كبير منهم 50 سنة، تم استقدامهم من مدن تطوان ومارتيل والمضيق والفنيدق دون علم أسرهم، وقد خصص لهم فضاء ضيّق داخل المركّب الاجتماعي دون أن يتم اخضاعهم للمعاينة الطبية، ما جعل الأوضاع الصحية والإنسانية داخل المركب الاجتماعي المذكور تزداد سوءا وفوضاوية، إذ عمد عدد من النزلاء إلى الفرار من داخل أسواره.