انطلقت أول أمس الخميس بالمدينة العتيقة ببني ملال عملية هدم منازل آيلة للسقوط في إطار تأهيل ورد الاعتبار للمدينة وإعادة إيواء قاطني المنازل المهددة بالانهيار، بعد أسابيع على قرار سابق لولاية بني ملال بالتسريع بقرارات الهدم. وأشرف محمد فنيد، والي جهة تادلة أزيلال وعامل بني ملال على عملية انطلاق عمليات الهدم رفقة رئيس المجلس البلدي للمدينة أحمد شد، وأفاد تقرير لقسم التعمير والبيئة بالولاية بأن مجموع البنايات المهددة بالانهيار هو 279 منها 106 بنايات مسكونة مهددة بالانهيار، و24 بناية مهدمة كليا، و107 بنايات تم إفراغها نظرا للخطورة التي تشكلها، و35 بناية فارغة مهددة جزئيا وحمامان، و5 مساجد. وكانت السلطة المحلية ببني ملال قد أصدرت قرارات بإفراغ المنازل التي انهارت مؤخرا بالزنقة رقم 5 بشارع تامكنونت، لكن بعض السكان رفضوا المقترحات التي قدمت لهم، قبل أن تنهار ثلاثة منازل في زنقة تامكنونت، والتي عجلت بتدخل السلطات لتنفيذ قرارات الإفراغ في حق كل ساكني الزنقة 5 لتجنب وقوع ضحايا في المستقبل وتجنب تكرار فواجع تعرفها المدن القديمة بالمغرب. يشار إلى أن المدينة القديمة لبني ملال تمتاز بخاصية فريدة، حيث أنشئت جل المنازل فيها فوق كهوف تمتد أسفل المدينة وتربط بينها سراديب، لكن الكهوف أصبحت مع مرور الزمن متآكلة بفعل مياه الصرف الصحي الذي كانت الكهوف مجرى له عوض قنوات الصرف الصحي بالمدينة، قبل مشروع ربطها بقنوات الصرف قبل سنتين. وتمتد المدينة القديمة ببني ملال على مساحة تقدر ب35،52 هكتارا، ويفوق عدد المساكن بها (حسب إحصائيات البلدية لسنة 2002) 3363 مسكنا، يبلغ عدد المتلاشية منها 1034 والمهددة بالانهيار 140 والمنهارة حوالي 75 بناية، و1500 متجر، وأغلبية المنازل بالمدينة القديمة مشيدة فوق كهوف مجهول عددها وامتداداتها تفاجئ ساكنيها بالخسف وسطها كل مرة، وهي واحدة من الملفات الشائكة التي تعرفها مدينة بني ملال، لتتحول الكهوف التي كانت ملاجئ ومخازن للسكان إلى قنابل موقوتة تهدد حياتهم في أية لحظة.