سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انهيارات جديدة لمنازل في بني ملال تعيد شبح فاجعة البيضاء إلى الواجهة ثلاث حالات إغماء وتشريد أسر واستمرار التخوفات من الكهوف التي تحولت إلى قنابل موقوتة
انهارت ثلاثة منازل بالمدينة القديمة ببني ملال، في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء، مخلفة حالة من الذعر الشديد وسط السكان وإصابة ثلاثة أشخاص بحالات إغماء نتيجة الانهيار فيما لم تسجل أية وفاة في الحادث. وقال ناجون في الحادث، الذي وقع بالزنقة رقم 5 المتفرعة عن شارع تامكنونت، إن حادث الانهيار وقع حوالي الخامسة والنصف من صباح أمس، واستشعر سكان المنازل اقتراب الانهيار مما جنب وقوع مأساة في الأرواح بالمدينة. وأضاف السكان الناجون أن ثلاثة منازل تسكنها ست أسر تضم حوالي 22 فردا انهارت وسط كهفين يوجدان أسفلها فيما تشققت البناية الرابعة، وأضاف السكان، الذين كانوا يحاولون إخراج وثائقهم وبعض ممتلكاتهم من تحت الأنقاض، أن الحالات الخطيرة نقلت إلى المستشفى، قبل أن يتبين أن إصاباتهم لا تدعو إلى القلق. وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر من السلطة المحلية أن الوالي الجديد، محمد فنيد، زار ثلاث مرات مكان الانهيار الذي لا يبعد كثيرا عن مقر ولاية جهة تادلة أزيلال، أصدرت مصلحة الاتصال بالولاية بلاغا أكدت فيه أن المدينة القديمة عرفت «انهيارا جزئيا لمنزلين قديمين نتيجة هبوط أحد الكهوف. المنزل الأول تسكنه عائلة مكونة من 7 أفراد، والثاني تسكنه عائلتان، الأولى تستقر بالطابق السفلي مكونة من ثلاثة أفراد، فيما العائلة الثانية تقطن بالطابق العلوي وهي مكونة من ثلاثة أفراد أيضا. وأكد بلاغ الولاية أنه «لم يتم تسجيل أية خسائر بشرية». وقال مصدر مسؤول إن السلطة المحلية ببني ملال سبق لها أن أصدرت قرارات بالإفراغ لساكني المنازل التي انهارت صباح أمس لكنهم رفضوا ذلك، وأن السلطة اتخذت إجراءات لإصدار قرارات بالإفراغ في حق كل ساكني الزنقة 5 لتجنب وقوع ضحايا في المستقبل وتجنب تكرار فاجعة الدارالبيضاء التي وقعت قبل أسبوع. يشار إلى أن جل المنازل بالمدينة القديمة لبني ملال أنشئت فوق كهوف تمتد أسفل المدينة وتربط بينها سراديب، لكن هذه الكهوف أصبحت مع مرور الزمن متآكلة بفعل مياه الصرف الصحي الذي كانت الكهوف مجرى له عوض قنوات الصرف الصحي بالمدينة قبل إحداث مشروع ربطها بقنوات الصرف قبل سنتين. وتمتد المدينة القديمة ببني ملال على مساحة تقدر ب35،52 هكتارا، ويفوق عدد المساكن بها (حسب إحصائيات البلدية لسنة 2002) 3363 مسكنا، ويبلغ عدد المتلاشية منها 1034 والمهددة بالانهيار 140 والمنهارة حوالي 75 بناية، و1500 متجر، وأغلبية المنازل بالمدينة القديمة مشيدة فوق كهوف يجهل عددها، وهي واحدة من الملفات الشائكة التي تعرفها بني ملال، لتتحول الكهوف، التي كانت ملاجئ ومخازن للسكان، إلى قنابل موقوتة تهدد حياتهم في أية لحظة.