طرح احتضان عبد الهادي برادة، شقيق زوج فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مراكش، مساء أول أمس الخميس للقاء الذي عقده عبد الواحد الفاسي، أحد المرشحين لقيادة حزب الاستقلال، مع أنصار الحزب «شكوكا» حول تدخل حزب الأصالة والمعاصرة في «الانقلاب»، الذي يقوم به الفاسي على الكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، حميد شباط، أحد المنافسين الأقوياء على منصب الأمين العام. ومما زكى الشكوك، التي أثارها بعض أنصار شباط، أن هذا الأخير شبه خلال لقاء عقده قبل أزيد من سنة ونصف بمراكش حزب الأصالة والمعاصرة بحزب الرئيس التونسي المخلوع، زين العابدين بنعلي عندما قال: «سيزول كما زال حزب بنعلي». وقد شكك أنصار حميد شباط في «تحركات» حزب الأصالة والمعاصرة للدفع بعبد الواحد الفاسي إلى منصب الأمين العام بدل شباط، الذي يعتبر «العدو اللدود لحزب التراكتور»، يقول أحد المعارضين لترشيح عبد الواحد الفاسي في تصريح ل«المساء». وقد أثار المعارض ذاته «شبهات» حول اللقاء الذي عقده عبد الواحد الفاسي بمنزل عبد الهادي برادة، متسائلا حول تخصيص منزل برادة باللقاء على وجه التحديد، دون باقي منازل المسؤولين الوطنيين أو الجهويين أو الرموز الحزبية البارزة، سواء المسؤولة أو المحايدة، معتبرا أن احتضان منزل برادة لهذا اللقاء دون غيره «رسالة مشفرة فهمناها جيدا». وحسب ما تسرب من اللقاء، الذي حضره عبد المجيد الفاسي، نجل الأمين العام عباس الفاسي، والذي اختير له شعار «جميعا من أجل الدكتور عبد الواحد الفاسي أمينا عاما لحزب الاستقلال»، فقد وجه الفاسي انتقادات لبعض «الخرجات غير المحسوبة»، وما أسماها «الإرادات» التي تتحرك في الحزب، قبل أن يستطرد قائلا: «يجب أن نستحضر مصلحة الحزب على أي شيء آخر». وقد أكد الفاسي، المدعوم من قبل لجنة «الدعم» التي شكلها اسقلاليون من آسفي، ومراكش، والصويرة، وأكادير، وسيدي إيفني...، على ضرورة أن تكون للأمين العام رؤية لتدبير الحزب خلال السنوات القادة، و»ليس القيادة من أجل القيادة»، وهو ما اعتبره أنصار شباط «صيحة على زعيمهم». وأكد الفاسي، بعد أن طرح برنامجه الانتخابي بين يدي الحاضرين، أن حظوظه للظفر بمنصب الأمين العام لحزب الاستقلال «وافرة»، نظرا لتوليه المسؤولية منذ سنوات، وصاحب الرموز الوطنية، و«مشاعل الحزب» منذ صباه، ووعيه بحقيقة المرحلة السياسية، التي يمر بها المغرب، وما تتطلبه من حنكة ووعي سياسيين، بعيدا عن «المصالح الشخصية». وفي الوقت الذي غاب كل من امحمد خليفة وأحمد خليل بوستة، الوجهين البارزين في حزب الاستقلال، طرح هذا الأمر شكوكا حول دعمهما لحميد شباط، وهو الأمر الذي نفاه أحد المسؤولين الاستقلاليين ل «المساء»، مؤكدا أن هذين القياديين «سيكونان مع الأصلح للحزب».