يتواصل الصراع على الأمانة العامة لحزب الاستقلال بين عبد الواحد الفاسي وحميد شباط، بعقد لقاءات مؤيدة للمرشحين، وتعبئة أعضاء المجلس الوطني، والشخصيات الحزبية المؤثرة، ورموز الحزب لدعم هذا المرشح أو ذاك وستكون الدارالبيضاء اليوم محطة لجس النبض بالنسبة للمرشحين للأمانة العامة للحزب، لقياس إمكانية كل واحد منهما في الظفر ب"المنصب".
إذ من المتوقع أن ترتفع حدة التنافس بين الغريمين، شباط والفاسي،مع بداية العد العكسي لانعقاد المجلس الوطني للحزب، إذ قرر شباط الدعوة إلى دورةجديدة للمجلس العام للنقابة، الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، اليوم في قاعة مسرح محمد السادس، في الدارالبيضاء، لتقديم برنامجه، لقيادة الحزب، في "خلط بين الحزبي والنقابي"،حسب مصدر من الحزب.
وأوضح المصدر أن هذا اللقاء يأتي بعد ثلاث أيام عن انعقاد لقاء للفاسي في مراكش، الخميس، وامتد إلى صبيحة الجمعة الأخيرة.
ويأتي اجتماع المجلس العام للنقابة على بعد 15 يوم تقريبا، من انعقاده في الرباط، ما يفسر شد الحبل بين الفاسي وشباط في الصراع على الأمانة العامة،حسب المصدر، واستغلال كل الوسائل للظفر بمنصب الأمين.
وستكون الدارالبيضاء، محطة لفرز أنصار ومساندي الطرفين، من مع شباط ومن مع الفاسي، على اعتبار أنها ستحتضن إلى جانب لقاء المجلس العام للاتحاد العام، سيكون مقر الحزب بالحبوس، بالدارالبيضاء محط اجتماع لأنصار الفاسي، حيث سنعقد لقاء موسعا للشبيبة الاستقلالية، التي انتفض على زعيمها المساند لشباط، وأعضاء المجلس الوطني للحزب في التوقيت نفسه لاجتماع المجلس العام للنقابة.
ولم تعد اللقاءات تقتصر على نهاية الأسبوع، مع بداية العد العكسي لانعقاد المجلس الوطني للحزب في منتصف شتنبر المقبل، المقرر انتخاب الأمين العام، واللجنة التنفيذية، بل أصبحت شبه يومية، مع لقاءت أخرى موسعة، كما حدث ليلة أمس في مدينة مراكش.
واستطاع عبد الواحد الفاسي، حسب المصدر ذاته، أن يتقدم خطوة جديدة على منافسه شباط، عبر استقطاب رموز الاستقلال، والأعيان من قدماء الحزب من مختلف جهات المملكة، والمؤثرين في قراراته التنظيمية، لدعمه في حملته من أجل الظفر بمنصب الأمين العام، من خلال عقد لقاء جديد للأطر الحزبية وكوادر الاستقلال، من مختلف مدن وأقاليم الجنوب، مستغلا مدينة مراكش لتجميع أنصاره ومؤيديه.
واجتمع، يضيف المصدر، حوالي 400 استقلالي واستقلالية، أغلبهم من أعضاء المجلس الوطني، على موائد الفطور، مساء أمس الخميس، لاستقبال الفاسي وأعضاء اللجنة التنفيذية للحزب المساندين له، في منزل المرحوم برادة، في لقاء انطلق قبيل آذان المغرب، ولم يختتم إلى في الساعة الأولى من صباح اليوم.
وأكد المصدر نفسه أن الاستقلاليين المؤيدين للفاسي أمينا عاما للحزب، استغلوا الأجواء الرمضانية، وحضور وجوه تاريخية لحزب الاستقلال لقراءة "اللطيف" على ما يحدث في الأيام الأخيرة داخل الحزب، في إشارة إلى الهجوم اللفظي لشباط وأنصاره على رموز الحزب وقادته، وتناوب قدماء الحزب وشيوخه على تناول الكلمة، رابطين الماضي بالحاضر، مطالبين بتجاوز الخلافات ودعم من اعتبروه الغيور على الحزب، للنهوض ب"الاستقلال" في هذا الظرف "الصعب".
من جهته، يفيد المصدر، طالب عبد الواحد الفاسي أنصاره، في كلمة بالمناسبة، عدم السقوط في ردود الفعل، وعدم التجاوب السلبي مع الكلام الساقط الذي يصدر عن أنصار شباط، مشيرا إلى أن الوقت ضيق ولا يسمح بضياعه، وطالب الجميع ب"العمل من أجل الرقي بالحزب إلى المكانة التي تليق به"، موضحا أن "مسؤولية الحزب على عاتق الجميع، وتتطلب تضافر جهود الجميع، من أجل مصلحة الحزب، التي هي من مصلحة الوطن، لأن المغرب يمر من ظرفية صعبة، تتطلب تجند الجميع من أجل المصلحة العامة للوطن".
ورافق الفاسي إلى مراكش لحضور هذا اللقاء قياديون بالحزب والشبيبة،والنقابة، الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، التي يقودها منافسه على الأمانة العامة، حميد شباط، وعلى رأسهم رشيد أفيلال، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، كما حضرت اللقاء، نزهة بوستة، نجلة الزعيم محمد بوستة، وهي نقطة تحسب للفاسي، الذي يراهن أيضا، على رموز الحزب لدعمه، كما حضرت مليكة العاصمي، وحضر أيضا، عبد اللطيف أبدوح.
وكان ممثلو الحزب بأقاليم الصحراء المغربية، وسوس، ومراكشالحوز تانسيفت، والصويرة، وآسفي، وورزازات، وقلعة السراغنة، وأقاليم ومدن أخرى من جنوب المملكة حضروا لقاء الفاسي في مراكش مؤخرا.